حزب الشعب النمساوي يواجه انقسامًا داخليًا حول تشكيل حكومة جديدة وسط ضغوط كبيرة
فيينا – INFOGRAT:
ناقش قادة حزب الشعب – ÖVP صباح الأحد الخطوات المقبلة في ظل أزمة تشكيل الحكومة النمساوية. اجتمع المجلس التنفيذي للحزب في لقاء استثنائي داخل مقر المستشارية الفيدرالية لاتخاذ قرارات مصيرية بشأن اختيار خليفة لكارل نيهامر، المستشار الحالي ورئيس الحزب الذي أعلن استقالته، إلى جانب تحديد موقف الحزب من تشكيل حكومة ائتلافية محتملة مع حزب الحرية – FPÖ، أو التوجه نحو انتخابات مبكرة.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، تضمن الاجتماع مشاورات حول اختيار قيادة جديدة للحزب، حيث يُبحث ما إذا كان الخيار سيكون قائداً مؤقتاً أو شخصاً لتولي القيادة على المدى الطويل، وفقًا لتصريحات ماركوس فالنر، حاكم ولاية فورارلبرغ، أعرب عن رفضه لفكرة انتخابات مبكرة، مما يعكس الانقسام داخل الحزب بشأن الخيارات المتاحة.
موقف الرئيس الفيدرالي
يواجه الرئيس ألكسندر فان دير بيلين ضغوطًا كبيرة بعد انهيار محاولات تشكيل الحكومة خلال الأيام الماضية، ومن المتوقع أن يعلن عن خطوته المقبلة في وقت لاحق من يوم الأحد، منتظرًا قرار ÖVP بشأن الدخول في ائتلاف مع FPÖ كحزب شريك أصغر، أو اختيار الدعوة إلى انتخابات جديدة.
انسحاب نيهامر وإعلان الاستقالة
يأتي هذا في أعقاب إعلان كارل نيهامر يوم السبت فشل المفاوضات مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي – SPÖ. وألقى نيهامر باللائمة على ما وصفه بـ”القوى الهدامة“ داخل SPÖ، مشيرًا إلى أن هذه القوى أعاقت التوصل إلى اتفاق. في مقطع فيديو نشره بعد دقائق من إعلانه الانسحاب، أعرب نيهامر عن امتنانه لخدمته البلاد وأعلن انسحابه من المشهد السياسي مع الالتزام بتأمين انتقال منظم للقيادة.
ردود فعل الحزب الاشتراكي
من جانبه، أعرب أندرياس بابلر، زعيم SPÖ، عن استيائه من انسحاب ÖVP من المفاوضات، مشيرًا إلى أن المصلحة الوطنية تتطلب مواصلة الحوار. ونفى بابلر صحة تقارير إعلامية تفيد بأنه كان يعتزم الانسحاب يوم الجمعة، مشددًا على أن حزبه كان مستعدًا لتقديم بدائل ضريبية مرنة لتجاوز الخلافات.
تكهنات حول خليفة نيهامر
تداولت وسائل الإعلام أسماء بارزة لخلافة نيهامر، من بينها فولفغانغ هاتمانسدورفر، الأمين العام لغرفة الاقتصاد، الذي يتمتع بخبرة في التعاون مع FPÖ في ولاية النمسا العليا، إضافة إلى المستشار السابق سيباستيان كورتس. ومع ذلك، يُرجح أن كورتس قد رفض العودة إلى المشهد السياسي، ما يفتح المجال أمام خيارات أخرى مثل كارولين إدتستادلر.
مواقف الأحزاب الأخرى
على الجانب الآخر، راقب حزب FPÖ تطورات الموقف داخل ÖVP باهتمام كبير، واعتبر زعيم الحزب، هربرت كيكل، أن اختيار قيادة ÖVP الجديدة يمثل اختبارًا حاسمًا لمعرفة مدى استيعابهم لنتائج الانتخابات الوطنية الأخيرة. وفي بيان، حمّل كيكل الرئيس الفيدرالي مسؤولية الأزمة الحالية. أما حزب النيوس، فقد اعتبر أن هذه التطورات تؤكد صحة قراره بالانسحاب من المفاوضات.
ملاحظات إضافية
- كانت هناك دعوات لتجنب انتخابات مبكرة نظرًا لتكلفتها وتأثيرها على الاستقرار السياسي.
- من المتوقع أن يصدر الرئيس الفيدرالي بيانًا رسميًا لتحديد الخطوات المقبلة.
السياق السياسي
تأتي هذه الأزمة بعد فشل محاولات تشكيل حكومة ائتلافية، حيث انسحب النيوس أولاً، تبعه إعلان ÖVP إنهاء المحادثات مع SPÖ. تعكس هذه الأزمة استمرار حالة الاستقطاب السياسي التي تشهدها النمسا منذ الانتخابات الأخيرة.



