حكم شكلي على فتى نمساوي-تركي اعترف بمحاولة تنفيذ هجوم إرهابي بعد تطرفه عبر TikTok
فيينا – INFOGRAT:
خطط لتنفيذ هجوم إرهابي في محطة Westbahnhof بفيينا: القضاء حكم على فتى يبلغ من العمر 15 عاماً بالسجن عامين مع وقف التنفيذ جزئياً، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
أصدر القضاء النمساوي يوم الاثنين 21 يوليو 2025، حكماً بالسجن لعامين بحق فتى نمساوي من اصول تركية يبلغ من العمر 15 عاماً، بعد أن ثبتت عليه تهمة التخطيط لتنفيذ هجوم إرهابي يستهدف محطة Westbahnhof في فيينا خلال صيف العام الحالي، وتواصله مع جهة تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” (IS). وقررت المحكمة تنفيذ 8 أشهر من العقوبة فعلياً، بينما علّقت تنفيذ الـ16 شهراً المتبقية لمدة ثلاث سنوات كفترة اختبار.
الاعتراف بالخطأ خلال المحاكمة
أقرّ المتهم خلال جلسة المحاكمة بتهم الإرهاب الموجهة إليه، وقال الفتى، وهو نحيل البنية، بشعر أسود طويل حتى الكتفين وكان يرتدي قميصاً أزرق فاتح: “أنا أتحمل مسؤولية أخطائي”، وأجاب على أسئلة القاضي بشكل مباشر، وقد انتظر في غرفة المداولات برفقة عناصر من وحدة التدخل الخاصة التابعة لحراسة القضاء (Justizwache Einsatzgruppe – JEG)، لتفادي الظهور أمام الحشد الكبير من الإعلاميين المتواجدين خارج القاعة.
وقال ممثل النيابة العامة: “نحن أمام حالة شديدة الخطورة من الاستعداد لممارسة العنف، رغم أن المتهم لا يزال طفلاً”. وأضاف أن الفتى، الذي لم ينشأ في بيئة متدينة، قد خضع لعملية تطرف عبر تطبيق TikTok في صيف عام 2024. واصفاً الحالة بأنها “مثال مؤلم على التطرف الرقمي، كما لو كان مأخوذاً من كتاب تعليمي”.
محاولة شراء سلاح ومخططات بديلة
بعد انخراطه في الفكر المتطرف، حصل الفتى على تعليمات لصناعة القنابل من الإنترنت ودوّن ملاحظات بخط يده، ثم حاول شراء سلاح ناري من نوع Glock 17 أو Glock 19 عبر منصة ألمانية على الإنترنت في نوفمبر 2024. وأشار المدعي العام إلى أن “السلاح لم يتم توصيله، لحسن الحظ”.
عندما باءت محاولة الحصول على السلاح بالفشل، وضع المتهم خطة بديلة في يناير، تمثلت في سرقة سلاح شرطي مرور بعد طعنه بواسطة سكين. ووفقاً للائحة الاتهام، كان الفتى يمتلك عدة سكاكين قتالية في منزله، مما يشير إلى سهولة حصوله على مثل هذه الأدوات. وكان يعتزم استخدام سلاح الشرطي المقتول لتنفيذ هجمات ضد مارة أو “غير المؤمنين”، حسب التعبير المستخدم في القضية.
وقد أكد المتهم هذه التفاصيل في جلسة التحقيق، قائلاً إنه كان ينوي تنفيذ الهجوم “في محيط سكنه”، وذكر اسم مركز للشرطة قريب من منزله كموقع محتمل للهجوم.
التواصل مع جهة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية
تخلى الفتى عن خطته الأصلية في النصف الثاني من يناير، بعد أن دخل في تواصل عبر تطبيق محادثة مشفر مع شخص يُعتقد أنه على صلة بتنظيم “الدولة الإسلامية”. رغم معرفة اسم هذا الشخص، إلا أن السلطات لم تتمكن بعد من تحديد هويته الكاملة. ومنذ ذلك الحين، أصبحت محطة Westbahnhof الهدف الرئيسي له، وفقاً لما صرّح به ممثل الادعاء.
تفاصيل حول التحقيقات
وصف المدعي العام الفتى بأنه “متطرف شديد الخطورة ومفتون بالعنف”، وأضاف أن الصورة الكاملة التي تعكسها القضية “مدمرة”. ورد المتهم: “لقد كان خطأً فادحاً”. وعند سؤاله من قبل القاضي عما إذا كان مستعداً للموت من أجل خطته، أجاب: “لم أكن مستعداً. لم أكن شجاعاً بما يكفي. وأنا سعيد أنني لم أنفذ ذلك”.
تم القبض على الفتى في 10 فبراير داخل منزل والديه في حي Währing بفيينا، بعد تحقيقات مشتركة عابرة للحدود. وخلال مرافعتها الافتتاحية، رحّبت المحامية Anna Mair بهذا التوقيف، مشيرة إلى أن موكلها قد “تحرر من دائرة الكراهية التي كان يعيش فيها”. وبحسب لائحة الاتهام، فإن الفتى كان قد أكد لجهة الاتصال التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، قبل أيام من اعتقاله، أنه سينفذ الهجوم خلال فصل الصيف. إلا أن المحامية أوضحت: “لم يكن ينوي التنفيذ بشكل فوري. بل في الصيف. لكنه كان جباناً”.
أنشطة تحضيرية منذ أغسطس 2024
كان الفتى قد تبنّى أفكار تنظيم الدولة الإسلامية منذ أغسطس 2024، حيث بحث عبر الإنترنت عن طرق لصناعة المتفجرات والقنابل، واشترى مستلزمات لذلك من متجر أدوات بناء، وشاهد دروساً تعليمية إلكترونية لفهم آلية تركيب المواد المتفجرة.



