خبير يحذر: التطرف على Tiktok وInstagram “خارج عن السيطرة”
فيينا – INFOGRAT:
حذّر أستاذ العلوم الإسلامية بجامعة مونستر، مهند خورشيد، من تصاعد الخطاب المعادي للغرب عبر منصات التواصل الاجتماعي، خاصة على Tiktok وInstagram، مشيرًا إلى أن هذه الروايات تعدّ اليوم أحد المحركات الأساسية للتطرف الإسلامي، وليس فقط الدوافع الدينية الصرفة.
وأكد خلال مقابلة مع برنامج “ZiB 2” على ORF، مساء الإثنين أن السيطرة على هذا النوع من المحتوى باتت شبه مستحيلة، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات قانونية قد تصل إلى حظر بعض المنصات أو الحسابات المتطرفة.
التطرف على وسائل التواصل: تهديد يصعب ضبطه
جاءت تصريحات خورشيد بعد الهجوم الإرهابي في مدينة فيلاخ (Villach) يوم السبت، عندما قام شاب سوري بقتل فتى يبلغ من العمر 14 عامًا وإصابة خمسة آخرين بجروح بعضها خطير، الحادثة فجّرت موجة من المطالبات باتخاذ إجراءات صارمة، لكن السؤال المطروح: ما هي الحلول الفعّالة، وأين يمكن التدخل؟
يشير خورشيد إلى أن جيلًا جديدًا من دعاة الكراهية أصبح ينشط بشكل متزايد على Tiktok وInstagram، مما يجعل التصدي لهم صعبًا للغاية:
“لا يمكننا عمليًا فرض رقابة صارمة على هذه المساحات، إلا إذا اتخذنا خطوات قانونية لحظر منصات معينة أو الحد من انتشار بعض الحسابات”، وفقًا لتصريحاته.
إلى جانب ذلك، يوصي خورشيد بضرورة مراقبة الأفراد الذين يستهلكون هذا المحتوى، معتبرًا أن المشكلة لا تكمن فقط في المنتجين بل أيضًا في المستهلكين الذين يتأثرون به ويتبنون أيديولوجيات متطرفة.
الحلول لا تكمن فقط في الحظر: ضرورة تقديم بدائل
ورغم تأييده لفكرة التدخل القانوني، يؤكد خورشيد أن حظر المنصات وحده لن يكون كافيًا كإجراء وقائي. وبدلًا من ذلك، دعا إلى توفير بدائل إيجابية تستهدف الفئات المعرّضة لخطر التطرف.
“هناك فجوة كبيرة في التواصل مع الشباب المسلمين، حيث يشتكي ممثلو الجالية الإسلامية من عدم قدرتهم على الوصول إليهم سواء في المدارس، أو عبر حصص التربية الدينية، أو حتى في المساجد”، يقول خورشيد، مضيفًا:
“يجب علينا الوصول إلى هؤلاء الأفراد في وقت مبكر وتقديم خيارات بديلة لهم قبل أن يقعوا فريسة للخطاب المتطرف.”
صورة “الرجل القوي” والتطرف العنيف
من بين العوامل الأخرى التي أشار إليها خورشيد دور الصورة النمطية للرجولة في عمليات التطرف العنيف، مستشهدًا بالفيديوهات التي نشرها منفذ هجوم فيلاخ، حيث ظهر وهو يضحك بسخرية أمام الكاميرا، وكأنه يريد أن يُظهر نفسه بأنه “قوي، مسيطر، ورجل حقيقي”.
“يجب أن نعيد النظر كمجتمع في مفهومنا للرجولة: ماذا تعني؟ وما الذي يجعل شخصًا ما يشعر بأنه قوي أو ذو قيمة؟” يقول خورشيد، مشيرًا إلى أن الشعور بالإحباط والتهميش وفقدان الفرص، عندما يقترن بأيديولوجيا دينية متطرفة وخطاب معادٍ للغرب، قد يدفع بعض الشباب إلى ارتكاب أعمال عنف كطريقة لإثبات الذات.
استبدال السرديات المتطرفة برؤية سلمية للإسلام
يرى خورشيد أن الحل الجذري يكمن في كسر “الرواية المعادية للغرب” المنتشرة في الأوساط الإسلامية المتطرفة، والعمل على إحلال خطاب إيجابي يعكس الإسلام كدين سلام وتعايش.
“هذه مسؤولية مشتركة بين السياسيين والمجتمعات الدينية، ولا يمكن لطرف واحد أن يتعامل مع المشكلة بمفرده”، يختتم خورشيد حديثه.



