رئيس المجلس المالي: “لسنا في وضع اقتصادي كارثي.. النمسا لا تزال بلدًا غنيًا”
أصبحت مفردات مثل “التضخم”، و”ارتفاع الأسعار”، و”الوضع الاقتصادي المتأزم”، منتشرة في جميع مجالات الحياة بالنمسا، ويشعر العديد من المواطنين بتأثيرها بشكل حقيقي. وفي هذا السياق، أجرى الإعلامي Patrick Budgen مقابلة مع Christoph Badelt على قناة ORF، رئيس المجلس المالي النمساوي، للحديث عن الوضع الاقتصادي في البلاد، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
جاءت المقابلة بعد أن قدمت الحكومة الفيدرالية خططها لتعديل معاشات التقاعد. ووفقًا لهذه الخطط، سيتم تعويض التضخم بالكامل لأصحاب المعاشات التي تصل إلى 2,500 يورو، بينما سيحصل أصحاب المعاشات الأعلى على مبلغ ثابت قدره 68 يورو شهريًا. وفي الوقت نفسه، تتزايد البطالة بين الشباب تحت سن 25 وكبار السن فوق 50 عامًا، ويشعر الكثيرون بارتفاع الأسعار. وعلى الرغم من كل هذه النقاط، يرى Badelt في حديثه مع Patrik Budgen أن الوضع الحالي ليس كارثيًا: “لا أعتقد أننا نعيش في وضع اقتصادي كارثي حقًا، نعم، الأمر ليس سهلاً، وكلنا نتمنى المزيد من النمو الاقتصادي ليصبح تمويل الكثير من الأمور أسهل. لكننا لا نزال بلدًا غنيًا جدًا”.
الحكومة لا تملك الكثير من الخيارات للتدخل
يحذر Badelt من الوعود الحكومية، مشيرًا إلى أن السياسيين “أدخلوا أنفسهم في طريق مسدود”. ويقول إنه لا يوجد الكثير من الإجراءات التي يمكن للحكومة اتخاذها لمكافحة التضخم بشكل فعال، وخاصة الإجراءات التي يكون لها تأثير مستدام. ويضيف: “بالتأكيد يمكنهم اتخاذ إجراءات استعراضية، ولكن كما أظهر مثال نظام حماية أسعار الكهرباء، عندما ينتهي العمل به، فإن التضخم يرتفع بنسبة تصل إلى نقطة مئوية كاملة، فقط لأن الزيادة السعرية تأتي بعد عام واحد”.
كما تطرقت المقابلة إلى معدل الادخار المرتفع لدى النمساويين، وتعديل معاشات التقاعد، ووجهة نظر Badelt حول ضرورة رفع سن التقاعد إلى 67 عامًا. وأكد على أن هذا الإجراء يجب أن يتم تنفيذه على المدى الطويل، وأنه لا ينبغي إهمال البعد الاجتماعي، مثل تأثيرات العمل الشاق.
حتى Badelt يقارن الأسعار في السوبر ماركت
في ختام المقابلة، كشف Badelt، الذي يُعد من بين ذوي الدخل المرتفع في النمسا، أنه يقارن الأسعار بنفسه عند التسوق في السوبر ماركت. وأعرب عن استيائه من “التسعير العشوائي تمامًا” في بعض الأحيان، والذي يجعله يتساءل عن السبب وراءه. وضرب Badelt مثالاً بسعر قطعة خبز Laugenstange، التي تكلف في أحد المتاجر 60 أو 70 سنتًا أكثر من سعرها في متجر مجاور، قائلاً: “يجب أن يفسر لي أحدهم كيف يمكن أن يكون لهذا علاقة بالتكاليف”.



