رفضه الجيش النمساوي لأسباب نفسية فحصل على رخصة سلاح وقتل عشرة أشخاص في مدرسة BORG بغراتس
فيينا – INFOGRAT:
حصل الشاب “Arthur A.”، البالغ من العمر 21 عامًا، على Waffenbesitzkarte (رخصة حيازة السلاح)، على الرغم من ثبوت عدم أهليته نفسيًا أثناء اختبارات الخدمة العسكرية في الجيش النمساوي، الأمر الذي يكشف عن ثغرات قانونية وإدارية خطيرة في نظام إصدار تصاريح السلاح ويثير موجة استياء واسعة في الأوساط الرسمية والشعبية، لاسيما بعد تنفيذه هجومًا دمويًا مسلحًا داخل مدرسة BORG في مدينة غراتس، أدى إلى مقتل عشرة أشخاص.
وبحسب صحيفة krone النمساوية، نقلاً عن مصادر أمنية، فقد خضع “Arthur A.” للفحص النفسي الإلزامي ضمن إجراءات الالتحاق بالجيش، وذلك بعد أن رسب للمرة الثانية في الصف السادس في مدرسته الثانوية، فاستُدعي للتقييم ضمن ما يُعرف بـ”Stellung” (إجراءات التجنيد العسكري). وخلال هذا التقييم، صنّف الأطباء النفسيون الشاب على أنه “غير صالح للخدمة العسكرية”، ليس لأنه يُشكّل خطرًا مباشرًا، بل نتيجة شخصيته الانطوائية والسلوكيات التي وُصفت بـ”الانعزالية التامة”.
ألعاب إلكترونية ونوم مضطرب
وأظهرت التحقيقات أن “Arthur A.” عانى من اضطرابات نوم مزمنة نتيجة قضائه ساعات طويلة حتى الفجر في لعب Ego-Shooter-Spiele (ألعاب إطلاق النار من منظور الشخص الأول) على الحاسوب، وهو ما ساهم في تعزيز ميوله العدوانية وتعليمه ممارسات مثل اقتحام الأبواب وتصويب السلاح نحو أهداف بشرية، الأمر الذي شكّل له نوعًا من التدريب الذهني الأولي قبل انتقاله إلى استخدام الأسلحة الحقيقية.
ثغرة قانونية: سلاح بترخيص رغم عدم الأهلية
وعلى الرغم من رفضه نفسيًا من قبل الجيش، فقد تمكّن “Arthur A.” من الحصول على رخصة حيازة سلاح من Bezirkshauptmannschaft Graz-Umgebung (القيادة الإدارية لمنطقة غراتس والمناطق المحيطة بها). وتعود أسباب ذلك إلى عدم جواز نقل نتائج التقييم النفسي العسكري إلى جهات مدنية بسبب قوانين حماية البيانات (Datenschutz)، وهو ما أتاح له تجاوز رفض الجيش عبر التوجه إلى طبيب نفسي خاص في ولاية ستيريا.
مقابل مبلغ يقارب 300 يورو، خضع “Arthur A.” لاختبار نفسي لدى هذا الطبيب وتمكن من إقناعه بأنه “سوي نفسيًا” و”موثوق”، ما أهّله رسميًا للحصول على Waffenbesitzkarte (وثيقة امتلاك السلاح).
من ميدان الرماية إلى مدرسته القديمة
بعد صدور الوثيقة، اشترى “Arthur A.” بندقية صيد ذات ماسورة مقصوصة إضافة إلى مسدس من طراز Glock-19، قبل عيد العنصرة (Pfingsten). وقد أكدت التحقيقات أنه أمضى أسابيع من التدريب العملي على الرماية في أحد ميادين إطلاق النار. ثم حمل الأسلحة في حقيبة ظهر، وتوجه بكل هدوء عبر المدخل الرئيسي إلى مدرسة BORG، التي كان قد طُرد منها سابقًا، وبدأ تنفيذ “حملة انتقامية” أسفرت عن مقتل عشرة أشخاص بدم بارد.
فاجعة تهز النمسا: مأساة بعيون القانون
لا تزال أسر الضحايا والمجتمع التعليمي يرزحون تحت وقع المأساة، فيما تتواصل التحقيقات القضائية وسط مطالبات بإعادة النظر في المنظومة القانونية المتعلقة بحيازة الأسلحة النارية في البلاد.



