سوريون وغيرهم يثيرون الفوضى في سجن الأحداث بفيينا.. اقتحام النزلاء وتوثيق على “تيك توك”

شهد سجن الأحداث الجديد في ميدان “Münnichplatz” بالعاصمة النمساوية فيينا فوضى عارمة، تمثلت في اندلاع شجارات شبيهة ببطولات القتال المختلط (MMA)، وتسلق شبان جدران السجن، وسط انهيار واضح في الالتزام بالقوانين، ما دفع موظفي الحراسة القضائية إلى التحذير من تفاقم الوضع الأمني.

وبحسب صحيفة Heute النمساوية، منذ انتقال الجانحين الشباب من سجن “Josefstadt” إلى سجن الأحداث الجديد في ميدان “Münnichplatz” بحي “Simmering” يوم 13 يناير/كانون الثاني الماضي، شهدت المؤسسة السجنية موجة من الاضطرابات والتصرفات غير المنضبطة، ووفقاً لما كشفته الصحيفة، فإن مرافق السجن – الذي تم تجديده بتكلفة وصلت إلى عدة ملايين من اليوروهات – تشهد مشاكل بنيوية، خصوصاً في دورات المياه المتدهورة، مما استدعى تدخل هيئة الرقابة البرلمانية (Volksanwaltschaft).

اشتباكات، حفلات وسلوك عدواني

علاوة على المشكلات الهيكلية، يُعاني موظفو الحراسة القضائية من سلوك عدواني ومتحدٍّ من قبل النزلاء، الذين بدأ بعضهم بتنظيم “مباريات قتالية” في الممرات على غرار نزالات الفنون القتالية المختلطة (MMA)، إضافة إلى تهريب بضائع مشبوهة، وتنظيم ما يُعرف بـ”حفلات السجن” (Häf’n-Partys) عند أسوار المؤسسة.

ورغم أن وزيرة العدل السابقة “Alma Zadic” من حزب “الخضر” كانت قد تعهدت عند افتتاح السجن الجديد بتوفير بيئة إصلاحية أفضل للنزلاء، داخل مساحة خضراء مناسبة، فإن هذه الوعود لم تُترجم على أرض الواقع. إذ تحوّلت المساحات الخضراء إلى ساحة لتجاوز القوانين وفرض واقع فوضوي على موظفي الحراسة الذين يعانون من نقص في الأعداد.

“حفلات” عند السور وتسلق محظور

في شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان الماضيين، وقعت عدة حوادث عند أسوار السجن، حيث قام شبّان – بعضهم من خارج المؤسسة – بالتجمهر، الرقص، والهتاف بصوت عالٍ أمام السور، بل وتواصلوا بشكل غير قانوني مع النزلاء. وبحسب ما ورد في التقرير، فقد نجح اثنان منهم في تسلق الجدار والدخول إلى ساحة السجن، حيث يُشتبه في قيامهم بتهريب مواد محظورة إلى داخل الزنازين عبر الرمي من فوق السور.

وقد وثقت منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً “TikTok”، مقاطع مصورة تُظهر هذه التصرفات، التي وُصفت بأنها غير منضبطة وتُظهر استخفافاً واضحاً بالقوانين.

استهزاء بالكاميرات وتجاهل للقوانين

في حادثة أخرى، التقى أحد النزلاء بأربعة أصدقاء له، وأفاد التقرير أن موظفي الحراسة سجّلوا بياناتهم، وتبيّن أن الأربعة يحملون الجنسية السورية. كما تم توثيق حالات أخرى ظهر فيها نزلاء وهم يُدلّون أرجلهم من نوافذ الزنازين ويتبادلون الأحاديث بصوت مرتفع، في تحدٍّ واضح للوائح المؤسسة، بل ووجّه بعضهم إشارات بذيئة للكاميرات، مثل رفع الأصبع الأوسط (Mittelfinger)، الأمر الذي استدعى توجيه تحذيرات تأديبية لهم.

استياء في أوساط اليمين وانتقادات للحكومة

أعرب النائب في البرلمان الاتحادي عن حزب “الحرية” (FPÖ)، “Christian Lausch”، عن صدمته من هذه التطورات، مشيراً إلى أن النزلاء – ومعظمهم من أصول مهاجرة – “يفتقرون إلى أدنى احترام لقوانين الدولة”، على حد وصفه. وقال أحد عناصر الحراسة القضائية للصحيفة، بشرط عدم الكشف عن هويته: “نحن نحاول قدر الإمكان السيطرة على الوضع، لكن لا نملك وسائل فعالة حقيقية لضبط الأمور”.

الوزارة تؤكد وتحاول احتواء الفوضى

وفي ردها على الأسئلة الموجهة من الصحيفة، أكدت وزارة العدل النمساوية وقوع عدد من “الحوادث الخطيرة” في سجن الأحداث الجديد. وقالت الوزارة إن أي تواصل غير قانوني بين النزلاء وأشخاص من خارج السجن يُعد خرقاً للنظام ويُعاقب عليه وفقاً لقانون تنفيذ العقوبات (Strafvollzugsgesetz). وأضاف البيان أن السلطات تعمل باستمرار على اتخاذ تدابير من شأنها تحسين الوضع داخل المؤسسات الإصلاحية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى