شركة أقمشة وخياطة نمساوية تصادر هواتف الموظفين لحماية صحتهم الذهنية
فيينا – INFOGRAT:
منعت شركة “Fahnen Gärtner” في مدينة Mittersill ( Pinzgau) في سالزبورغ، استخدام الهواتف الخاصة أثناء العمل بهدف تقليل التشتت وزيادة التركيز.
فرضت شركة Fahnen Gärtner المتخصصة في صناعة الأعلام، والموجودة في مدينة Mittersill بمقاطعة Pinzgau، حظرًا داخليًا على استخدام الهواتف المحمولة الخاصة أثناء وقت العمل، وذلك في مسعى منها لتحسين تركيز الموظفات والموظفين وتقليل مظاهر الإلهاء الناتجة عن استخدام الهواتف الذكية، بحسب ما أفادت به إدارة الموارد البشرية في الشركة.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، تُعد الشركة واحدة من أقدم المؤسسات في المنطقة، ويعمل بها حوالي مئة موظف. وتُمنع الهواتف المحمولة الخاصة (Privathandys und -smartphones) في جميع مواقع العمل بالشركة، ويُبرر هذا الإجراء بأنه يأتي في إطار “حماية” العاملات والعاملين من التأثيرات السلبية للاستخدام المفرط للتكنولوجيا، حسب ما صرحت به Heide Deutsch، مديرة الموارد البشرية في المؤسسة.
وجود الهاتف في مرمى النظر يقلل من التركيز
وأوضحت Deutsch أن القرار لم يُتخذ عبثًا، بل جاء استنادًا إلى ملاحظات عملية أظهرت أن وجود الهاتف على الطاولة أو حتى ضمن مجال الرؤية يؤثر سلبًا على التركيز والانتباه، قائلة:
“لأنه كان هناك مشكلة إدمان، ومشكلة تشتت، واكتشفنا أن الموظفين، حتى لمجرد وجود الهاتف على الطاولة، لا يستطيعون التركيز كما ينبغي.”
وأضافت:
“لاحظنا بشكل خاص لدى فئة الشباب أن القدرة على التذكر والانتباه تتضرر بشدة عندما يكون الهاتف مرئيًا أو متاحًا للاستخدام.”
الهواتف تُخزن في خزائن خاصة مع بداية الدوام
وبدءًا من بداية يوم العمل، يجب على جميع العاملين وضع هواتفهم المحمولة في خزائن خاصة (Spinde). وتؤكد Deutsch أن هذا الإجراء يهدف أولًا وأخيرًا إلى ضمان راحة الفريق ككل ورفاهية كل موظف على حدة.
وتقول:
“حوالي 90 في المئة من الموظفين لا يواجهون مشكلة مع هذا النظام، ولكن هناك من يفتقد الهاتف. لقد واجهنا حالتين أو ثلاثًا كان فيهما سلوك الإدمان ظاهرًا بوضوح، حيث كان العمل مستحيلاً بدون الهاتف.”
وأضافت أن من بين هذه الحالات كانت هناك موظفة أظهرت أعراضًا جسدية مثل الارتجاف، مما استدعى اللجوء إلى العلاج النفسي وإجراء جلسات دعم خاصة.
العاملون يتأقلمون تدريجيًا مع الحظر
رغم أن الحظر شكّل في البداية تحديًا للبعض، إلا أن أغلب العاملات والعاملين أبدوا تفهمًا للقرار، بل وأشادوا بتأثيره الإيجابي لاحقًا على سير العمل وصفاء الذهن.
إحدى الموظفات صرّحت قائلة:
“أنا من الأشخاص الذين يحبون الفصل بين الحياة الخاصة والعمل. أعمل هنا منذ سنتين ونصف، وكنت سابقًا في مجال تجارة التجزئة، وهناك أيضًا لم نكن نستخدم الهواتف، لذلك أرى أن هذا شيء ممتاز.”
في حين قال أحد زملائها:
“كان الأمر صعبًا في البداية، لأن الهاتف يكون دائمًا في متناول اليد، وغالبًا ما تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي. لكني أرى الآن أن القرار جيد جدًا. أشعر بأنني أكثر وضوحًا وتركيزًا في عملي.”
Deutsch اختتمت بالقول:
“عندما يمنح الإنسان نفسه وقتًا خاليًا من الهاتف، وهو ما يفعله بعض المديرين حتى من خلال الذهاب إلى الأديرة أو أماكن معزولة، فإننا في شركتنا نوفر هذه المساحة تلقائيًا، وهذا ينعكس إيجابًا على رفاهية الفريق.”



