شواطئ التعري في فورارلبرغ بين تقنين رسمي وحماية بيئية مشددة

بدأت مدينة بريغنتس (Bregenz) في فورارلبرغ غرب النمسا مشروعًا لتقنين شاطئ التعري (Nacktbadestrand) الواقع على ضفاف بحيرة مهرراو (Mehrerauer Seeufer) بعد استخدامه غير الرسمي كمنطقة خاصة بممارسي ثقافة التعري الحر (FKK) لعقود من الزمن. جاء هذا الإجراء وسط انتقادات من جهات بيئية خشيت من تأثيرات سلبية على المنطقة المحمية المجاورة، ما دفع السلطات إلى التخطيط لإنشاء سياج يفصل بين المنطقة المخصصة للتعري والمنطقة المحمية بهدف حماية البيئة الطبيعية الحساسة من التدفق المتزايد لزوار التعري.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، تقنين التعري على هذا الشاطئ يأتي بالرغم من أن ممارسة التعري ممنوعة بشكل عام في فورارلبرغ (Vorarlberg) لمن هم فوق ست سنوات، إلا أن القانون المحلي يسمح للمدينة بمنح استثناءات بموجب قانون الشرطة الأخلاقية (Sittenpolizeigesetz). وبموجب هذا القانون، تسعى بريغنتس إلى إضفاء الطابع الرسمي على استخدام الشاطئ كمنطقة تعرٍ مع الحفاظ على حماية المحميات الطبيعية.

ولتفادي التأثير البيئي السلبي على المنطقة المحمية المجاورة، سيتم بناء سياج خشبي بسيط يتكون من أعمدة خشبية توضع كل 15 مترًا، بهدف إحداث فصل بصري واضح بين منطقة التعري والمنطقة المحمية. كما سيتم وضع لافتات في أربع نقاط تشير إلى منع الدخول إلى المحمية، وقد حصل المشروع على موافقة مكتب المنطقة في بريغنتس (Bezirkshauptmannschaft Bregenz).

إلا أن منظمة حماية البيئة “Alliance for Nature” (AFN) عبرت عن قلقها من أن هذا التقنين قد يؤدي إلى زيادة أعداد الزوار للمنطقة المحمية، مما قد يسبب ازدحامًا ويضر بالبيئة. وصرح الأمين العام للمنظمة، كريستيان شوهبوك (Christian Schuhböck)، أن الإعلان عن الشاطئ قد يجذب المزيد من ممارسي التعري حتى من سويسرا المجاورة، وهو ما يشكل ضغطًا إضافيًا على محمية Natura 2000 البيئية. ورفضت المنظمة فكرة إقامة أي بنى تحتية مثل دورات المياه أو أكشاك البيع، لأنها قد تزيد من جاذبية الشاطئ وتفاقم الأثر البيئي.

وفي المقابل، يوجد في بلدة هارد (Hard) المجاورة منذ سنوات طويلة شاطئ تعري رسمي على بحيرة بودينسي (Bodensee)، حيث يتم تحصيل رسوم دخول، ويوفر الشاطئ مساحات واسعة تزيد على 40,000 متر مربع، تشمل مناطق للجلوس وألعاب البوتشي (Boccia)، وطاولات تنس الطاولة، ومطعمًا، تحت شعار “الإبطاء على الطريقة الطبيعية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى