“صحفيو الطناجر والطبيخ والمناسف والتطبيل والتزمير” في شهر رمضان الفضيل، والمهمشون في المجتمع!
فيينا – INFOGRAT:
فئة متقوقعة على نفسها، لا تملك في جعبتها سوى التباهي بدعوات الإفطار في هذا المطعم أو ذاك، ثم تتفاخر بإغراق صفحاتها “الفيسبوكية” بصور مكررة لأشخاص تكسو وجوههم الكآبة والبؤس، وكأنهم لبّوا الدعوات مرغمين أو سئموا هذه الحياة!

صحفي حر مستقل
مقيم في فيينا
القائمون على هذه الولائم، أكنّ لبعضهم الاحترام، ومنهم أصدقاء لي، ولا أحمل تجاههم أي ضغينة، لا والله. لكنهم أقصوا أنفسهم وانعزلوا عن محيطهم. هم مساكين، لا أصحاب نفوذ، ولا قيمة اعتبارية لهم تُذكر في المجتمع النمساوي، أو الإسلامي أو العربي. بعيدون كل البعد عن هموم وقضايا أبناء جلدتهم، خصوصًا في “النمسا”، بل منسلخون عنهم. هم ببساطة، قليلو الحيلة، عاجزون عن تقديم يد العون، فيعوضون، كما استنتج مقرب منهم، عقد النقص والدونية الملازمة لهم بتنظيم العزائم، وتسويقها وكأنها إنجاز عظيم!
مساكين هؤلاء، أو ربما سُذّج؛ فبهذه الطريقة البائسة، لن يتركوا بصمة. ناهيك عن أن وجود شخصيات بعينها، بات منبوذًا في هذه المناسبات، مما يجلب الشبهة والعار للمشاركين، أكثر مما يرفع من شأنهم.
مع احترامي للأشخاص و”الضيوف”، فهم ليسوا خصومي، لكن مشاركتهم في كل الموائد لن تجعلهم من علية القوم، ولا من النخبة، لا هم ولا القائمون على العزائم. ووصف “صحفيو الطناجر والطبيخ” لهم “بالوجهاء ورموز الجاليات الإسلامية والعربية”، و”ممثلي جمعيات ومنظمات”، لا يعرفها ولا تمثل إلا أصحابها وزوجاتهم، هو تضليل وخداع بشع للرأي العام، واحتيال عليه، ولا يعدو كونه مجرد أوهام تُستنزف فيها ما تبقى من أرصدتهم، بدل أن تضيف إليها شيئًا!
أنتم أحرار، ولو أولمتم يوميًا وتناولتم “الكافيار” و”لحم الغزال” في أفخر المطاعم في “النمسا”، وكرّمتم وقلّدتم بعضكم البعض “الميداليات”، وتبادلتم “شهادات التقدير” كما كنتم تفعلون دائمًا، فهذا شأنكم، ولا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد. ولكن لا يحق لكم – وبالمطلق – تصوير ذلك على أنه إنجاز مهيب، فغالبيتكم تعيشون على هامش المجتمع، أو ربما أقصيتم أنفسكم عنه، بقصد أو بدون. أنتم ماضٍ تجاوزه الحاضر، وقفز وتخطاكم… أو هكذا صرتم دون وعي منكم!



