طلاب يرفعون الأطباق الفارغة أمام الخارجية النمساوي ويهتفون “أطفال غزة يموتون جوعًا”

احتشد طلاب وناشطون في العاصمة النمساوية فيينا، يوم الخميس، أمام مقر وزارة الخارجية، احتجاجًا على المجازر الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة، وتنديدًا بسياسة الحكومة النمساوية التي وصفوها بـ”الصمت المتواطئ” تجاه ما يجري من إبادة جماعية وتجويع للفلسطينيين في القطاع المحاصر.

ورفع المشاركون في الوقفة التي دعت إليها مجموعات طلابية ونشطاء داعمون للقضية الفلسطينية، أعلام فلسطين وأواني وأطباقًا فارغة، في إشارة رمزية إلى الجوع والمعاناة الإنسانية التي تطال أكثر من مليوني فلسطيني داخل قطاع غزة.

شهدت العاصمة فيينا وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الخارجية النمساوية، نظّمها طلاب وناشطون للتنديد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، في ظل ما وصفوه بتقاعس الحكومة النمساوية وصمتها المتواصل عن المجازر والتجويع المفروض على السكان.

ورفع المحتجون الأعلام الفلسطينية إلى جانب الأواني والأطباق الفارغة، في رسالة رمزية قوية تسلط الضوء على تفاقم أزمة الجوع في غزة، جراء الحصار الإسرائيلي المشدد، واستمرار منع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

ودعا المشاركون إلى الوقف الفوري للحرب، وفتح المعابر دون شروط، ورفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، ووقف القصف المستمر الذي يستهدف المدنيين، مؤكدين أن استخدام الغذاء كسلاح يعد جريمة ضد الإنسانية.

كما طالبوا الحكومة النمساوية باتخاذ موقف حازم وواضح تجاه ما وصفوه بـ”الإبادة الجارية” في غزة، مشددين على ضرورة وقف التعاون العسكري مع إسرائيل، والضغط من أجل فتح ممرات إنسانية عاجلة لإغاثة المدنيين.

وقال أحد الطلاب المشاركين في الوقفة: “رفع الأطباق الفارغة أمام وزارة الخارجية هو تذكير رمزي بأن أطفال غزة يموتون جوعًا، بينما العالم يكتفي بالصمت أو بالتنديد اللفظي أمام هذه الكارثة الإنسانية”.

ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال تنفيذ واحدة من أعنف الحملات العسكرية في تاريخ المنطقة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 55 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب بيانات وزارة الصحة في غزة، إلى جانب تدمير واسع للبنية التحتية، وتعطّل الخدمات الأساسية في معظم أنحاء القطاع.

ورغم التحذيرات الصادرة عن منظمات دولية، من بينها “أوتشا” و”أطباء بلا حدود”، بشأن تصاعد معدلات انعدام الأمن الغذائي إلى مستويات غير مسبوقة، يواصل الاحتلال فرض القيود على دخول المساعدات، ويستهدف بشكل متكرر شاحنات الإغاثة ومراكز توزيعها، مما فاقم الوضع الإنساني إلى مستوى كارثي.

الوقفة الطلابية في فيينا تأتي ضمن سلسلة احتجاجات متصاعدة تشهدها عدة عواصم أوروبية تنديدًا بالحرب على غزة. ففي برلين، خرجت مظاهرات تطالب بوقف الدعم العسكري الألماني لإسرائيل، رغم القيود المشددة التي تفرضها السلطات على رفع الأعلام والشعارات الفلسطينية.

وفي باريس، نظم طلاب وأكاديميون وقفات احتجاجية رفضًا للصمت الرسمي الفرنسي، كما شهدت كل من مدريد، روما، أمستردام، وبروكسل فعاليات حاشدة، رُفعت فيها صور ضحايا العدوان ولافتات تطالب بمحاسبة المسؤولين عن الجرائم أمام المحكمة الجنائية الدولية.

وتواجه الحكومات الأوروبية انتقادات متزايدة من منظمات حقوق الإنسان، التي تتهمها بـ”الازدواجية الأخلاقية”، في ظل ما تصفه بسياسة الكيل بمكيالين؛ حيث تُبدي تضامنًا واسعًا مع أوكرانيا، بينما تبرّر القصف والتجويع في غزة تحت ذريعة “الدفاع عن النفس”.

وعلى الجانب الآخر، تواصل ميليشيا حماس تعنّتها، عبر مشغّليها الإيرانيين والقطريين والأتراك، في عرقلة المفاوضات، أملاً في كسب مزيد من الوقت الذي يتيح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين، وللإبقاء على هذه الميليشيا، التي باتت مرفوضة شعبيًا، مسيطرة على قطاع غزة، رغم القضاء على أبرز قادتها العسكريين، وبقاء قادتها السياسيين في فنادق قطر، وفقًا لما يقوله مراقبون.

وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى