عمدة فيينا Michael Ludwig يعلن بدء مفاوضات تشكيل الحكومة مع NEOS
فيينا – INFOGRAT:
قرر حزب “SPÖ” في فيينا مواصلة نهجه السابق عبر الدخول في مفاوضات تشكيل الحكومة المحلية مجددًا مع حزب “NEOS”، عقب الانتخابات البلدية، في خطوة تؤكد استمرار التحالف “الأحمر-الوردي”، وسط انتقادات من أحزاب المعارضة وخاصة “ÖVP” و”FPÖ”.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أعلن Michael Ludwig، عمدة مدينة فيينا ورئيس فرع الحزب الاشتراكي النمساوي (SPÖ) في العاصمة، ظهر الإثنين، أن الحزب قرر الشروع مجددًا في مفاوضات حكومية مع حزب NEOS، وذلك بعد اجتماعات داخلية للهيئات القيادية في الحزب. وقال Ludwig إن هذا القرار يأتي استمرارًا لتحالف “التقدم” الذي أثبت نجاحه في السنوات الخمس الماضية.
وأشار العمدة إلى أن المفاوضات الموسعة ستبدأ صباح الثلاثاء، موضحًا أن الإطار الزمني الذي حدده لإتمام هذه المفاوضات هو ثلاثة أسابيع، وهو ما اعتبره “طموحًا”، مضيفًا أنه في حال استغرقت المفاوضات أسبوعًا إضافيًا فلن يكون هناك مانع.
وأضاف Ludwig أنه سيعلن عن فريق التفاوض الخاص بالحزب في أولى جولات التفاوض، مؤكداً أنه لن تكون هناك مفاجآت، إذ ستضم اللجنة التفاوضية شخصيات سبق أن شغلت مواقع مسؤولية. وقد رافقه في اللقاء الصحفي كل من Barbara Novak، الأمينة العامة للحزب، وJosef Taucher، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب.
قرار داخلي بالإجماع تقريباً
وفيما يتعلق بالقرار الداخلي، أوضح Ludwig أن رئاسة الحزب (Präsidium) صادقت بالإجماع على الدخول في مفاوضات مع حزب NEOS، بينما شهد المجلس التنفيذي (Vorstand) اعتراضاً واحداً فقط. واعتبر العمدة أن هذا التحالف هو امتداد لما وصفه بـ”ائتلاف تقدمي يعمل بكفاءة عالية”، مشيراً إلى أنه رغم بعض التباينات، فإن التعاون مع NEOS خلال السنوات الخمس الماضية كان فعالاً ومثمراً، وأن الطرفين أظهرا وحدة في المواقف تجاه الرأي العام.
وأوضح Ludwig أن السبب الأساسي لاختيار NEOS مجدداً هو نجاح التجربة السابقة، مضيفًا أن النتيجة الجيدة التي حصل عليها الحزب في الانتخابات الأخيرة تُعد دليلاً على كونه شريكاً متكافئاً، خاصة وأنه من غير المعتاد أن تحصد الأحزاب الصغيرة في الائتلافات الحاكمة مكاسب انتخابية.
NEOS قد يحتفظ بوزارة التعليم
وحين سُئل ما إذا كان حزب NEOS سيُكلّف مجددًا بإدارة قطاع التعليم (Bildungsressort)، أشار Ludwig إلى أنه يتوقع اهتمامًا بالغًا من الحزب بهذا المجال مرة أخرى. أما عن أولويات SPÖ في المرحلة المقبلة، فحدّدها بتوسيع قطاع الرعاية الصحية، وتعزيز تعليم اللغة الألمانية في المدارس، بالإضافة إلى قضايا الأمن، ومنها فرض حظر حمل السلاح (Waffenverbot).
انتقادات حادة من المعارضة
وأثارت خطوة SPÖ ردود فعل غاضبة من المعارضة. فقد أعرب Markus Figl، الرئيس القادم لحزب ÖVP في فيينا، عن استيائه من القرار، واعتبر أن الحزب اختار، بعد أكثر من 20 عاماً من “سياسات يسارية مشلولة”، أن يواصل النهج ذاته بدلًا من تبني سياسة “الوسط”، واعتبر أن NEOS سيعمل فقط كـ”ضامن للأغلبية” وليس كقوة تصحيحية حقيقية.
أما حزب FPÖ، فقد وصف القرار بأنه “كارثي” بالنسبة لمدينة فيينا، وقال رئيسه في العاصمة Dominik Nepp إن استمرار هذا التحالف سيجلب خمس سنوات أخرى من التدهور، خاصة في ظل ما وصفه بـ”الوضع المالي الكارثي” للمدينة، متوقعاً حزمة تقشفية وإجراءات تثقل كاهل سكان فيينا. وأكد أن FPÖ ستظل القوة الرقابية الأهم في المجلس البلدي.



