فصام حاد وأوامر من الشيطان: إيداع أفغاني في مصح بعد قتله نمساوي ساعده لسنوات

صدر يوم الثلاثاء قرار من هيئة محلفين في فيينا بإيداع رجل يبلغ من العمر 27 عاماً في مركز علاجي نفسي جنائي، وذلك بعد أن ثبتت عدم أهليته الجنائية عند ارتكابه جريمة قتل راح ضحيتها صاحب مطعم معروف في وسط العاصمة النمساوية في خريف عام 2024. وقد جاء هذا القرار بعد فحص نفسي أظهر إصابته بفصام بجنون الارتياب (Paranoide Schizophrenie) مع اضطرابات تفكير حادة.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، في 7 نوفمبر 2024، تم العثور على جثة رجل يبلغ من العمر 70 عاماً داخل شقته في وسط فيينا، وذلك بعد أن أبلغ صديقه الطبيب العام الشرطة بعد أن تعذر عليه التواصل معه لأكثر من أسبوع. وبعد فتح باب الشقة بواسطة فرقة الإطفاء، عُثر على الجثة وعليها آثار طعنات متعددة.

التحقيقات قادت بسرعة إلى الاشتباه في أفغاني يبلغ من العمر 27 عاماً، كان قد عاش عدة سنوات مع الضحية في نفس المنزل، وتلقى منه دعماً مالياً مستمراً. وتشير الشهادات إلى أن الضحية، وهو صاحب مطعم “فوندو” شهير في (مركز المدينة)، طلب من الشاب مغادرة السكن بعد أن لاحظ عدم التزامه بأي عمل أو دراسة.

القاتل عاد وطعن مضيفه حتى الموت

رغم خروجه من الشقة، واصل الشاب لقاءاته بالضحية، وفي أحد هذه اللقاءات، عاد إلى شقة الرجل السبعيني وهاجمه بسكين، مسدداً له طعنات عدة، وأفادت الطبيبة الشرعية Katharina Stolz بأن الضحية توفي نتيجة طعنات وجرحات قطع، إضافة إلى انصمام هوائي (Luftembolie) ونزيف داخل الجمجمة (Einblutung in der Schädelhöhle).

وقد تم القبض على المتهم في اليوم التالي لاكتشاف الجثة، رغم أن ارتكاب الجريمة يُعتقد أنه حصل قبل ذلك بأيام. عند التحقيق معه، كرر المتهم عدة مرات أن “الشيطان” أمره بارتكاب الجريمة. وأشارت محاميته Astrid Wagner في مرافعتها الافتتاحية إلى أن كلمة “الشيطان” وردت أكثر من 150 مرة في محاضر التحقيق. وأضافت أن موكلها كان مقتنعاً في البداية أن الضحية لا يزال على قيد الحياة، لكنه “أدرك” وفاته بعد إخضاعه للعلاج الدوائي.

تقرير طبي نفسي حاسم: المريض يعاني من فصام حاد ويشكل خطراً دون علاج

أوضح التقرير النفسي الذي استندت إليه المحكمة أن المتهم يعاني من فصام بجنون الارتياب (Paranoide Schizophrenie) وأنه يواجه اضطرابات تفكير شديدة. وشدد الخبير النفسي Hofmann على أن الشاب، دون علاج، سيستمر في معاناته من هذه الحالة المرضية المزمنة، وقد يرتكب جرائم عنيفة مشابهة.

كما أشار إلى أن المتهم كان، في سنواته الأولى مع الضحية، شاباً مجتهداً ومنضبطاً، وأن التدهور في سلوكه لاحقاً يمكن تفسيره كأحد الأعراض المبكرة للفصام. أما شقيق المتهم، فقد صرح في شهادته بأن أخاه لم يعد يستجيب له أو يستمع لنصائحه في الأشهر الأخيرة قبل الجريمة.

الضحية كان معروفاً بمساعدته للمحتاجين

وفقاً لشهادة الطبيب وصديق الضحية، كان الرجل السبعيني معروفاً بمساعدته المتكررة للأشخاص المحتاجين أو أولئك الذين يعانون من ظروف معيشية صعبة. لكنه بدأ بمواجهة المتهم بعد أن لاحظ عدم رغبته في العمل أو إكمال دراسته، مما أدى إلى نشوب خلافات بينهما.

القرار غير نهائي والطعن وارد

أعلنت هيئة المحكمة إيداع المتهم في مركز علاجي نفسي جنائي، استناداً إلى فقدانه الأهلية الجنائية عند ارتكاب الجريمة. ويُعد هذا القرار غير نهائي، حيث أعلن المتهم استئنافاً كاملاً على الحكم، فيما امتنعت النيابة العامة عن تقديم أي طعون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى