في خطوة تاريخية.. النمسا تشهد مفاوضات ائتلاف ثلاثية لأول مرة منذ 1945
INFOGRAT – فيينا:
أعلنت أحزاب الشعب (ÖVP)، والاشتراكي الديمقراطي (SPÖ)، والنيوس (NEOS) يوم الاثنين عن انطلاق مفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية ثلاثية بعد الانتهاء من مرحلة الاستطلاع السياسي. جاء الإعلان خلال مؤتمر صحفي مشترك في قصر Palais Epstein بفيينا، حيث أشار قادة الأحزاب الثلاثة إلى أنهم ما زالوا في بداية الطريق، وأن نتيجة المفاوضات لم تُحسم بعد.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أكد رئيس حزب الشعب Karl Nehammer أن الهدف هو تشكيل حكومة مستقرة قادرة على كسب ثقة الشعب وتنفيذ إصلاحات ضرورية. وأوضح أن أولوياته تتضمن تعزيز الاقتصاد والرفاهية، ووضع سياسة هجرة متوازنة، وإجراء إصلاحات في قطاعات الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية. وأضاف: “نحتاج إلى شراكة ترتكز على العقلانية والوسطية السياسية”.
أما Andreas Babler، زعيم الاشتراكي الديمقراطي، فأشار إلى ضرورة التعاون لمواجهة تحديات مثل التضخم، وقضايا الهجرة، والصحة، وحماية المناخ. وشدد على أهمية تحقيق نهضة اقتصادية ومعالجة العجز في الميزانية، معتبراً أن ذلك يتطلب تجاوز الانقسامات السياسية والعمل المشترك لتحقيق تقدم ملموس. وأضاف: “أنا متفائل بحذر، لكننا بحاجة إلى تجاوز سياسة التسويات الدنيا”.
Beate Meinl-Reisinger، رئيسة حزب النيوس، أكدت أن الأولوية لحزبها تكمن في تحسين التعليم وربطها باندماج فعال، إلى جانب تعزيز رعاية الأطفال ودعم الاقتصاد لجعل النمسا أكثر تنافسية. كما أشارت إلى ضرورة معالجة قضايا الدفاع عن النمسا والاتحاد الأوروبي.
نقاط خلافية بارزة
رغم الأهداف المشتركة، يبرز خلاف رئيسي حول الضرائب: بينما ترفض أحزاب الشعب والنيوس فرض ضرائب جديدة، يدعو الاشتراكي الديمقراطي إلى ضرائب على الثروات. ولم يقدم Babler إجابة واضحة حول إمكانية تخليه عن هذه السياسة.
دور الرئيس وغياب حزب الحرية
جاء تكليف حزب الشعب بتشكيل الحكومة من قِبل الرئيس Alexander Van der Bellen بعد أن أصبح حزب الحرية (FPÖ) القوة السياسية الأكبر في الانتخابات الأخيرة، ولكن عدم رغبة الأحزاب الأخرى في التحالف معه حال دون مشاركته. في المقابل، انتقد حزب الحرية بشدة تشكيل ائتلاف ثلاثي، واصفًا ذلك بأنه “يوم أسود للديمقراطية في النمسا”.
الخطوات القادمة
تبدأ يوم الخميس مناقشات متعمقة ضمن مجموعات عمل تخصصية تشمل مئات المشاركين، مع التركيز على سبعة مجالات رئيسية. ومن المتوقع أن تستغرق المفاوضات وقتًا غير محدد، حيث أكد Nehammer أنهم يسعون لإنهاء المحادثات بأسرع وقت ممكن ولكن دون التسرع.



