فيينا تواجه أكثر شتاء جفافًا في تاريخها مع انخفاض حاد في هطول الأمطار بنسبة 70%
فيينا – INFOGRAT:
تعاني مدينة فيينا هذا الشتاء من واحد من أكثر المواسم جفافًا في تاريخ القياسات، حيث سجلت المدينة نقصًا في هطول الأمطار بنسبة 70%، وتتعرض الأراضي للجفاف، ما يرفع من خطر حدوث حرائق غابات، بينما ما زال مستوى المياه الجوفية يعتمد على مياه الفيضانات السابقة، ويستمر الوضع الجوي في التوتر.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، في محطة الطقس “Wien Hohe Warte”، تم قياس 32 لترًا من الأمطار لكل متر مربع فقط حتى الآن، بينما يشهد الشتاء الفلكي (من ديسمبر إلى فبراير) عادة هطول حوالي 130 لترًا من الأمطار لكل متر مربع، وقال الخبير في الأرصاد الجوية في ORF، كيفن هيبسترايت، إن هذا يشكل “نقصًا كبيرًا في الأمطار بنسبة تصل إلى حوالي 70%”.
وأضاف هيبسترايت: “الأراضي جافة جدًا، ومن غير المتوقع أن نشهد هطولات إضافية كبيرة في الأيام السبع إلى العشرة المقبلة”. ويُعتبر جنوب ولاية النمسا السفلى، مثل منطقة “Reichenau an der Rax”، و”الجنوب الشرقي من ستيريا”، أكثر المناطق تأثرًا، حيث بلغ النقص في الأمطار هناك نحو 80%.
الجفاف يهدد الغابات
الجفاف لا يقتصر على الأراضي الزراعية بل يؤثر أيضًا على الغابات. فالأوراق التي كان يجب أن تتحلل قد بقيت جافة على الأرض. وقال أندرياس يانوسكوفيتش، المدير التنفيذي للغابات والمناخ في فيينا: “في الوقت الحالي، التربة جافة جدًا. إذا حفرت قليلًا في الأرض بيدك، ستكتشف أن الجفاف لا يزال موجودًا حتى عمق 5 إلى 10 سنتيمترات. إن خطر الحرائق في الغابات مرتفع للغاية في هذه الأوقات”. وأضاف أن الوضع قد يزداد سوءًا في حال استمرار الجفاف.
مستوى المياه الجوفية وتأثيرات الجفاف
أما بالنسبة للمياه الجوفية، فالوضع لا يزال تحت السيطرة، ولكن هناك تدهورًا طفيفًا في الوضع. وأوضح هيبسترايت أن “الشيء الجيد في المياه الجوفية هو أنها تعتمد بشكل أساسي على الفيضانات التي حدثت في سبتمبر الماضي، وهذا ساعد في الحفاظ على مستوى المياه الجوفية في فيينا في مستويات متوسطة أو أعلى من العام الماضي. ومع ذلك، إذا استمر الجفاف حتى الربيع، فقد تنخفض مستويات المياه الجوفية بشكل ملحوظ”. وأضاف يانوسكوفيتش أن الأشجار، خصوصًا الأشجار المتساقطة الأوراق، قد تدخل في حالة من السبات الجاف إذا استمر الجفاف في فصلي الربيع والصيف، مما قد يهدد بقاء هذه الأشجار لفترة طويلة.
العوامل المناخية وراء الجفاف
منذ بدء القياسات في “Hohe Warte” في شتاء 1872/1873، كان هناك قليل من الفصول الشتوية التي شهدت انخفاضًا مماثلًا في هطول الأمطار. ويعود السبب الرئيسي للجفاف الحالي إلى التأثير المستمر للضغط العالي الذي يمنع وصول الطقس الرطب، بالإضافة إلى أن مناطق شرق النمسا قد تأثرت بالعواصف العميقة بدرجات أقل من المعتاد.
التحديات المستقبلية في الزراعة الحضرية
رغم أن غياب الأمطار في الشتاء لا يشكل تحديًا مباشرًا للزراعة الحضرية في فيينا، حيث تكون النباتات في مرحلة الراحة الشتوية، إلا أن الرطوبة الشتوية تظل أمرًا بالغ الأهمية لتخزين احتياطيات المياه في التربة، التي تعتبر ضرورية لنمو النباتات في المستقبل. وسيتحدد تأثير نقص الأمطار في الربيع على المحاصيل والانتاج الزراعي، وإذا استمر الجفاف في الربيع، فقد يؤثر سلبًا على الحصاد.



