قادة الولايات النمساوية يبحثون سبل معالجة عجز الميزانية دون حلول ملموسة

فيينا – INFOGRAT:

اختتمت قمة قادة الولايات النمساوية (LH-Konferenz) أعمالها يوم الجمعة في ولاية Steiermark دون التوصل إلى مسار حلول ملموسة لمعالجة عجز الميزانية المتزايد. على الرغم من التأكيد على قرب صدور حزمة الاستقرار الجديدة التي ستحدد قواعد الاقتراض للحكومة الفيدرالية والولايات والبلديات هذا العام، إلا أن قادة الولايات لم يقدموا تفاصيل حولها، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

أكد رئيس حكومة ولاية Steiermark، Mario Kunasek (FPÖ)، الذي يترأس حاليا مؤتمر قادة الولايات، ونائب المستشار Andreas Babler (SPÖ)، على الأجواء البناءة التي سادت المشاورات التي جرت في Schloss Seggau بولاية Steiermark. وسلط Babler الضوء على نتيجة رئيسية تمثلت في الاتفاق على فصل الصلاحيات الإدارية في قطاع التعليم، مع تجميع كافة العاملين في المدارس تحت مظلة واحدة.

بالإضافة إلى ذلك، سيتم تطبيق نظام موحد على مستوى البلاد اعتبارا من عام 2027، يهدف إلى توجيه المرضى إلى الجهة الصحيحة، مما سيساهم في تقليص أوقات الانتظار للمواعيد الطبية.

اتفاقات في قطاع الصحة:

فيما يتعلق بقطاع الصحة، تم الإعلان عن عدة إجراءات تشمل تقليل البيروقراطية في نظام الأطباء المتعاقدين مع صناديق التأمين الصحي، ووضع قائمة موحدة للخدمات، وإبرام عقد شامل على مستوى البلاد، وتوحيد قانون الخدمة وإطار الرواتب. كما سيتم العمل على دمج أطباء القطاع الخاص بشكل أفضل في نظام الصحة العام، وسيتم إعطاء الأولوية لخريجي كليات الطب للعمل في القطاع العام من خلال إجراءات محددة.

من المقرر في الربع الأول من عام 2026، وضع خيارات تنفيذية ملموسة للتعديلات القانونية المتعلقة بالربط بين القطاعات الخاصة والعيادات الخارجية والمستشفيات.

في مجال تبسيط القوانين الإدارية والدستورية، من المتوقع أن تحقق بنية المشتريات المشتركة لتكنولوجيا المعلومات، المسماة GovTech Austria، وفورات في التكاليف. كما سيتم إطلاق مبادرة لخفض البيروقراطية على جميع المستويات. ومن المقرر أن تجتمع المجموعة التوجيهية في ديسمبر 2025 لبدء التعديلات التشريعية اللازمة لتنفيذ القرارات المتخذة.

Beate Meinl-Reisinger: “نحن في نفس القارب”

أكدت جميع الأطراف على ضرورة مواصلة مسار ترشيد الميزانية، حيث صرح Kunasek قائلا: “وإلا سنفقد هامش المناورة”. وشددت رئيسة حزب NEOS ووزيرة الخارجية Beate Meinl-Reisinger على وجود اتفاق واضح بضرورة خروج الجميع من مسار الديون، مضيفة: “نحن في نفس القارب”.

قادة الولايات: لا حلول لعجز الميزانية

اختتم مؤتمر قادة الولايات أعماله يوم الجمعة في Seggau بولاية Steiermark دون تقديم مسار حلول ملموس للوضع المالي المتدهور. ورغم أن حزمة الاستقرار الجديدة، التي تحدد قواعد الاقتراض للحكومة الفيدرالية والولايات والبلديات، من المتوقع أن تصدر هذا العام، إلا أن قادة الولايات لم يكشفوا عن تفاصيلها.

قبل بدء المحادثات، كانت Meinl-Reisinger قد أعربت عن انتقاداتها، حيث نقلت عنها صحيفة “Kleine Zeitung” قولها: “لا يمكننا كحكومة فيدرالية أن نفعل كل شيء، من ترشيد الإنفاق والإصلاحات، لصالح الولايات”. من جانبه، طالب رئيس حكومة ولاية تيرول، Anton Mattle (ÖVP)، بتسريع وتيرة الإصلاحات.

مفاوضات حول حزمة الاستقرار:

شارك وزير المالية Markus Marterbauer (SPÖ) في المشاورات التي جرت يوم الخميس. وقد استمرت المحادثات غير الرسمية حتى حوالي الساعة الواحدة صباحا، ووصفها Kunasek بأنها سارت بشكل جيد. وفي يوم الجمعة، استمرت الاجتماعات حتى الظهيرة، تلتها مؤتمرات صحفية مشتركة. ومن المتوقع أن يتم الإسراع في إقرار حزمة الاستقرار المخطط لها.

توصل رؤساء حكومات الولايات النمساوية إلى اتفاق بشأن توزيع العجز المسموح به بين الهيئات الإقليمية، وهو اتفاق لا ينبغي الخلط بينه وبين تسوية مالية توضح تخصيص الإيرادات الضريبية. وفي مؤتمر صحفي عقد يوم الجمعة، صرح رئيس حكومة ولاية النمسا السفلى، Johanna Mikl-Leitner، بأن النتائج المتوقعة من المفاوضات ستظهر خلال “الأيام والأسابيع القادمة”.

علامات استفهام حول ميزانيات الولايات

لا تزال الأوضاع المالية للولايات النمساوية محاطة بعلامات استفهام. وتشير تقارير إعلامية حديثة إلى أن عجز الميزانية الإجمالي سيبلغ 4.9% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، بدلا من النسبة المتوقعة البالغة 4.5%، ويعزى ذلك إلى ارتفاع ديون الولايات. وقد قدمت بعض الولايات بالفعل مسودات لميزانياتها لعام 2026.

تفاصيل الميزانيات الإقليمية:

فيينا: أعلنت العاصمة النمساوية يوم الجمعة عن حجم ديونها البالغ 14.89 مليار يورو، وعجزها البالغ 2.63 مليار يورو، لتصل بذلك إلى مستوى قياسي في الديون. كيرنتن: ستظهر ميزانية ولاية كيرنتن لعام 2026 عجزا كبيرا، حيث سيبلغ صافي عجز التمويل 429 مليون يورو. تيرول: قررت حكومة ولاية تيرول يوم الثلاثاء مسودة ميزانيتها للعامين القادمين، حيث تسعى حزبا الشعب النمساوي (ÖVP) والحزب الاشتراكي الديمقراطي النمساوي (SPÖ) إلى تجنب الديون الجديدة. فورارلبرغ: تخطط ولاية فورارلبرغ لإنفاق 2.8 مليار يورو في عام 2026، ولتمويل ذلك، سيتم اقتراض مبلغ 200 مليون يورو. ويرى رئيس حكومة الولاية، Markus Wallner (ÖVP)، أن هذا الدين لا مفر منه.

21 بندا تم إقرارها بالإجماع

شمل جدول الأعمال العادي لمؤتمر رؤساء حكومات الولايات 21 بندا، تم إقرارها جميعا بالإجماع. وبصرف النظر عن الاتفاقيات مع الحكومة الفيدرالية، اتخذت الولايات أيضا قرارات ستعرضها على الحكومة، بما في ذلك المطالبة بضمان طويل الأجل لتوريد الأدوية وإمكانية إصدار تذكرة موحدة للنقل العام تشمل عدة ولايات. وفي مجال الحماية من الكوارث، سيتم تحقيق المساواة في تعويضات فرق الطوارئ. كما سيتم تمكين عمليات الهبوط بالمروحيات في الظروف الجوية السيئة إذا كانت ممكنة تقنيا.

دعوة NEOS وانتقادات FPÖ

وجهت الأحزاب التسعة لـ NEOS في الولايات نداء يوم الجمعة، مطالبة رؤساء حكومات الولايات بـ “تحرك أكثر حزما في أزمة الميزانية”. وأشاروا إلى وجود “إمكانيات للادخار في جميع أنحاء البلاد يمكن تحقيقها دون خفض الخدمات”. من جانبه، انتقد المتحدث باسم الشؤون المالية لحزب الحرية النمساوي (FPÖ)، Alexander Petschnig، بشدة أرقام عجز الميزانية الأخيرة، محذرا من أنه “إذا لم يتم اتخاذ إجراءات تصحيحية الآن، فإننا نواجه خطر ارتفاع أسعار الفائدة، وتدهور التصنيفات الائتمانية، وفي النهاية زيادة العبء على المواطنين”.

سوق العمل: تعزيز التأهيل المهني

بالإضافة إلى رؤساء حكومات الولايات، اجتمع يوم الجمعة أيضا المسؤولون عن سوق العمل في الولايات مع وزيرة الشؤون الاجتماعية، Korinna Schumann (SPÖ). وعلى الرغم من الوضع المالي المتوتر، أكد المجتمعون على الالتزام بتعزيز تدابير التأهيل المهني، مع التركيز بشكل خاص على الحد من البطالة بين الشباب وكبار السن، والحفاظ على كبار السن في سوق العمل. كما تم التخطيط لتدابير لتعزيز نظام التدريب المهني. وفي قرار تم اعتماده بالإجماع، طالبت الولايات الحكومة الفيدرالية بدراسة حوافز محتملة للعمالة بدوام كامل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى