قصة نجاح أنس: رحلة لاجئ سوري نحو حياة جديدة في النمسا بعد عشر سنوات من الحرب
فيينا – INFOGRAT:
تحولت قصة اللاجئ أنس من طفل فارٍ من الحرب في سوريا إلى ممرض محترف في مدينة إنسبروك بالنمسا، بعد رحلة طويلة بدأت قبل عشر سنوات مع اندلاع الحرب في سوريا التي أدت إلى موجة كبيرة من اللاجئين، ورصدت منظمة SOS-Kinderdorf، بمناسبة يوم اللاجئ العالمي، هذه القصة كأحد نماذج النجاح، مع التأكيد على استمرار التحديات التي تواجه اللاجئين في الحصول على حقوقهم الأساسية.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، في يوم الجمعة 20 يونيو، الذي يصادف يوم اللاجئ العالمي، تذكرت المنظمة آلاف الأطفال والشباب الذين فروا من سوريا إلى النمسا بدون أولياء أمورهم منذ عشر سنوات. كان أنس يبلغ من العمر ثماني سنوات عندما اندلعت الحرب في بلده. وبعد تنقلات متكررة داخل سوريا، لجأت عائلته إلى تركيا، ومن هناك انطلق أنس وحده في عمر الحادية عشرة في رحلة شاقة إلى أوروبا.
وجد أنس ملاذه في ولاية تيرول بالنمسا، حيث استقبلته مجموعة الإقامة المؤقتة BIWAK التابعة لمنظمة SOS-Kinderdorf في مدينة Hall، والتي توفر منذ 20 عاماً مأوى مؤقتاً للأطفال والشباب، وخلال هذه الفترة، رافقت المنظمة أكثر من 200 شاب من أكثر من 30 جنسية مختلفة في مراحل من حياتهم.
سرعان ما تعلم أنس اللغة الألمانية، وأقام صداقات جديدة، وشارك في لعب كرة القدم، وكانت اللغة المفتاح الذي مكنه من الاندماج. أنهى دراسته، وتابع تدريبات مهنية ليصبح ممرضاً ومترجماً. وفي عام 2017، انضمت عائلته إليه، وهو ما شكّل نقطة تحول كبيرة في حياته. يعيش أنس الآن مع أسرته في إنسبروك، معبراً عن شعوره بالدهشة تجاه ما وصل إليه، وقال: “لا أحد يختار أن يفر من بلده. كان لي حياة في سوريا، لكن عندما يكون هناك حرب ورعب، لا خيار أمامك.”
أوضحت منظمة SOS-Kinderdorf أن قصص النجاح مثل قصة أنس لا تعني أن التحديات قد انتهت، ولا يزال الأطفال اللاجئون في النمسا يعانون من عدم المساواة في الوصول إلى التعليم، والرعاية الصحية، والخدمات الخاصة بالأطفال. وطالبت المنظمة منذ سنوات بتحسينات قانونية، خاصة من حيث ضمان حقوق الأطفال كاملة، بغض النظر عن وضعهم القانوني في البلاد. وأشارت إلى أن هناك خطوات أولى في هذا الاتجاه في البرنامج الحكومي الحالي، لكن التنفيذ الفعلي ما زال محدوداً، مما يجعل الواقع المعيشي للعديد من الشباب اللاجئين صعباً.
وقالت أنيت إيدنبرغر، الأخصائية الاجتماعية في مجموعة BIWAK، التي ظلت على اتصال بأنس بعد خروجه من المجموعة، إن هؤلاء الشباب ليسوا عبئاً على المجتمع، بل هم إضافة قيمة له. وأضافت: “إذا قمنا بدعمهم، فإننا ندعم أيضاً التعايش في مستقبل متنوع ومتضامن.”



