قلق واسع بين اللاجئين السوريين في النمسا بسبب إجراءات سحب اللجوء

فيينا – INFOGRAT:

أعلنت السلطات النمساوية بدء إجراءات لسحب اللجوء من عدد من السوريين بعد أسبوعين من سقوط نظام بشار الأسد. وتلقى سوريون وسوريات رسائل من المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء (BFA) تفيد بفتح ملفاتهم لمراجعة وضع اللجوء، مما أثار حالة من القلق والخوف في أوساط الجالية السورية. وأفاد كريستوف ريدل، من خدمة اللاجئين في منظمة Diakonie، بأن مراكز تقديم الاستشارات القانونية باتت مكتظة بالأشخاص الذين يبحثون عن حلول قانونية.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، قال ريدل إن الرسائل لا تعني سحب اللجوء بشكل فوري، إذ يظل وضع اللجوء قائماً خلال فترة مراجعة الإجراءات. ومع ذلك، أشار إلى أن الرسائل أثارت هلعاً واسعاً بين اللاجئين، حيث يعتقد البعض أنهم قد يُرحَّلون قريباً. من جانبه، أوضح دانيال زيبل، مدير القسم القانوني في Caritas Wien، أن كثيراً من السوريين يعيشون حالة من عدم اليقين بشأن مستقبلهم.

وتحدث زيبل عن حالات مثل امرأة مقيمة في النمسا منذ عشر سنوات وتعمل ولديها طفلان، لكنها الآن تشعر بالخوف من احتمال العودة إلى سوريا. كما أشار إلى شاب يبلغ 15 عاماً كان على وشك لمّ شمله مع والديه، إلا أن الإجراءات توقفت، مما تركه في حالة يأس شديد.

حالة سوريا ما زالت غير مستقرة
اتفق الخبراء على أن الوضع في سوريا ما زال غير آمن، حيث تظل قضايا مثل حماية الأقليات وحقوق النساء والأطفال غير واضحة. وأكد زيبل على صعوبة الظروف المعيشية في البلاد، فيما أضاف ريدل أن العودة لا يمكن أن تكون خياراً إلا إذا تحسنت الأوضاع بشكل جذري، بما في ذلك تشكيل حكومة مستقرة وإدارة فاعلة تضمن أساسيات الحياة.

قرارات فردية لسحب اللجوء
وفقاً للمعلومات الواردة، فإن قرارات سحب اللجوء تعتمد على دراسة كل حالة على حدة. ويُقدر أن نحو 40,000 شخص قد يتلقوا رسائل بخصوص بدء الإجراءات. وأكدت وزارة الداخلية النمساوية أنه لا يمكن اتخاذ قرارات نهائية بشأن اللجوء إلا بعد مراجعة الأوضاع الأمنية في سوريا.

وفي تعليق على هذه التطورات، أعرب زيبل عن أمله في أن تتحلى الحكومة بمزيد من الحذر، مشدداً على ضرورة عدم إثارة مخاوف مبالغ فيها حول عمليات ترحيل جماعية. ودعت كل من Caritas وDiakonie إلى تجنب العودة الطوعية حتى تتضح الأوضاع الأمنية في سوريا بشكل كامل.