كشْف علاقات مشبوهة تربط مرشح الرئاسة الروماني السابق Călin Georgescu بشبكة روسية عبر فيينا

كشفت تقارير إعلامية نمساوية ورومانية عن وجود صلات مثيرة للجدل بين المرشح الرئاسي الروماني السابق، Călin Georgescu، ودوائر روسية، وذلك من خلال أنشطة وأشخاص ارتبط بهم أثناء إقامته في النمسا، ما أثار تساؤلات بشأن تأثير محتمل للكرملين على حملته الانتخابية في عام 2024.

وبحسب صحيفة derstandard النمساوية، عاش Călin Georgescu، الذي كان مرشحًا بارزًا في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الرومانية في 24 نوفمبر 2024، بين عامي 2013 و2021 في ضواحي العاصمة النمساوية فيينا، لكنه ظل لفترة طويلة شخصية غامضة لا يُعرف الكثير عن أنشطته أو شبكاته هناك. ومنذ عودته إلى رومانيا، بدأ يتبنى خطابات تتماشى مع السرديات السياسية الروسية، ما عزز الشكوك حول ارتباطه بالكرملين.

اتهامات رسمية وتحقيقات جارية

يواجه Georgescu اليوم اتهامات بالتحريض على أعمال ضد النظام الدستوري، بالإضافة إلى تقديم معلومات كاذبة بشأن مصادر تمويل حملته الانتخابية. كما تحقق النيابة العامة معه في قضية تتعلق بتأسيس منظمة ذات طابع فاشي أو عنصري أو معادٍ للأجانب.

انسحب Georgescu في نهاية مايو 2025 فجأة من الحياة السياسية، رغم أنه كان قد هدد سابقًا علنًا بسجن قضاة المحكمة الدستورية الذين ألغوا نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التي تصدرها، قراره بالانسحاب من السياسة جاء مفاجئًا، خصوصًا في ظل تزايد عدد أنصاره مقارنة بالسنة السابقة.

خلفية فكرية مشوشة وميول مؤامراتية

عرف Călin Georgescu بأفكاره المتطرفة والمنافية للعلم، إذ عبّر عن عدم تصديقه لهبوط الإنسان على سطح القمر، وادعى أن المشروبات الغازية تحتوي على شرائح “نانو” تخترق الجسم مثل “اللاب توب”، ووصف تغيّر المناخ بأنه “خدعة عالمية”. هذا الطابع “ما بعد الحقيقة” في خطابه جعله يُشبّه بشخصيات سياسية مثل Donald Trump، التي ترفض العقلانية التي تميز عصر التنوير.

ارتباطات مثيرة في فيينا

تُرجع وسائل الإعلام الرومانية بداية تحوّل Georgescu نحو الخطاب الروسي إلى فترة إقامته في النمسا. خلال تلك الفترة، كان على صلة برجل الأعمال الألماني Roland Schatz، مؤسس شركة تحليل الإعلام Media Tenor في سويسرا، والتي لها مكتب أيضًا في فيينا. وقد تولى Georgescu عام 2016 منصب المدير التنفيذي لمؤسسة United Nations Global Sustainable Index Institute (UNGSII)، التي أسسها Schatz في فيينا وتشارك العنوان ذاته مع مكتب Media Tenor.

صلات روسية تحت المجهر

بحسب خبير الأمن السيبراني Cornelius Granig، فإن رجل الأعمال Schatz ارتبط بعلاقة دعم لـ Georgescu، وكانت له صلات مع Elena Wladimirowna Schmelewa، وهي مديرة سابقة لحملات الرئيس الروسي Vladimir Putin والمشمولة بعقوبات الاتحاد الأوروبي. كما ترأس Schmelewa حاليًا “الجبهة الشعبية الروسية” التي تدعم الحرب الروسية ضد أوكرانيا.

وفقًا للسجلات التجارية الروسية، كانت شركة Innovatio Verlags AG، التي أسسها Schatz وتدير Media Tenor، تمتلك 52% من شركة روسية تحمل اسم Media Tenor في سانت بطرسبرغ بين 2005 و2013، وكان على رأس إدارتها Schmelewa. رغم ذلك، نفى Schatz علمه بوجود هذا الكيان، وادعى أنه لم يكن هناك أي نشاط فعلي في روسيا، وأن الشركة لم تتجاوز مرحلة التدريب، كما نفى معرفته بـ Schmelewa.

ومع ذلك، فإن موقع Media Tenor نفسه يشير في وثيقة منشورة إلى افتتاح مكاتب في روسيا وسويسرا وناميبيا في عام 2005، ما يناقض تصريحات Schatz.

شبكة حسابات مزيفة ودعم روسي رقمي

في الفترة ما بين 2022 و2023، تم إنشاء شبكة مؤلفة من 20,321 حسابًا مزيفًا باستخدام عناوين بريد إلكتروني روسية، نشرت أكثر من 2.1 مليون تعليق مؤيد لـ Georgescu على وسائل التواصل الاجتماعي خلال حملته الانتخابية في عام 2024. ووصفت هذه العملية بأنها “منظمة بشكل جيد”.

كما تشير مصادر إعلامية روسية مثل Sputnik وRussia Today منذ عام 2016 إلى Georgescu بوصفه شخصية سياسية “تمثل مهمة تاريخية لروسيا ورومانيا في قيادة الحضارة الإنسانية”.

تساؤلات مالية وتحقيقات موسعة

من غير المعروف حتى الآن مصدر مبلغ 530,000 يورو الذي استخدمه Georgescu لشراء منزل في ضواحي فيينا، علمًا بأن زوجته Cristela Georgescu كانت تقدم خدمات في مجالات بديلة مثل “الإيريدولوجي” و”الأورغانيتيك”.

عند عودته إلى رومانيا، أسس في أكتوبر 2021 حركة Ahnenlandbewegung ذات الطابع القومي المتطرف، والتي تستلهم خطابها من فاشيي “الحرس الحديدي” الذين حكموا رومانيا لفترة قصيرة في أربعينيات القرن الماضي، معلنًا أن “فرصة رومانيا تكمن في الحكمة الروسية”.

أما Schatz، فقد أكد في تصريحاته الأخيرة أنه لم يعد على تواصل منتظم مع Georgescu، لكنه حاول “تصحيح بعض الافتراءات” التي طالت الأخير، ونفى دعمه المباشر لحملته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى