كيف يؤثر رمضان على الحياة المدرسية في النمسا؟ وجهات نظر تربوية ودينية

أصدرت الهيئة الإسلامية في النمسا (IGGÖ) توجيهات جديدة حول التعامل مع شهر رمضان في المدارس، بهدف تقديم إرشادات للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، تشير التوجيهات الجديدة إلى أن موضوع رمضان أصبح أكثر حضورًا في المدارس النمساوية، مما دفع IGGÖ إلى تحديث الإرشادات السابقة لتشمل رؤى أوسع، مثل تلك المقدمة من مكتب الدفاع عن الأطفال والشباب.

وأكدت كارلا أمينة بغجاتي مديرة قسم التعليم في IGGÖ أن الهدف هو تعزيز الفهم المتبادل بين الطلاب المسلمين وغير المسلمين، مع التركيز على تشجيع التفكير العميق حول الصيام، سواء داخل حصص التربية الدينية أو من خلال المناقشات المفتوحة بين الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين.

الصيام كموضوع بين الطلاب: دافع روحي أم تجربة اجتماعية؟

هيلاريوس غراف، مدير GRG10، وهو مدرسة ثانوية في حي فافوريتن بفيينا، أشار إلى أن 70٪ من طلاب مدرسته مسلمون، ومعظمهم يهتم بالصيام، لكنه لاحظ أن الدوافع تختلف حسب العمر:

  • بالنسبة لطلاب المرحلة الثانوية، يكون البعد الروحي والديني هو المحرك الأساسي للصيام.
  • أما الطلاب الأصغر سنًا، فيميلون إلى الصيام بدافع الرغبة في الانتماء أو لاختبار قدرتهم على التحمل.

وأكد غراف أن المدرسة تدعم فتح نقاشات حول هذه القضايا، مشيرًا إلى أن بعض الطلاب يواجهون تحديات في حصص الرياضة، مثل عدم الرغبة في المشاركة في السباحة أو رحلات التزلج أثناء الصيام، لكنه يرى في ذلك فرصة لتعزيز فهم أعمق للدين والتنوع الثقافي داخل المدرسة.

تعزيز الاحترام والتعايش بين الأديان

يرى غراف أن المدرسة ليست مجرد مكان للتعليم، بل أيضًا مساحة للتفكير في القيم الدينية والمجتمعية، حيث يقول:
“التعليم لا يعني فقط تحصيل المعرفة، بل أيضًا تكوين فهم عميق للعالم وللناس من حولنا، بما في ذلك القيم الدينية المختلفة.”

كما شدد على ضرورة تطبيع الحديث عن الإسلام في المدارس ذات النسبة العالية من الطلاب المسلمين، مضيفًا:
“لا يمكننا التحدث عن التسامح إذا كنا نستبعد الإسلام من النقاشات المدرسية، بل علينا التعامل معه كجزء من الحوار الثقافي العام”.

ما وراء الصيام: تعزيز القيم الإيجابية خلال رمضان

يعتقد غراف أن رمضان ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو فرصة لتعزيز القيم الإيجابية بين الطلاب، وأشار إلى أن المعلمين لاحظوا خلال رمضان أن الطلاب يصبحون أكثر هدوءًا وتركيزًا، وأن الفصول الدراسية تصبح أكثر نظافة، مما يدل على التأثير الأخلاقي والتربوي للصيام.

التوجيهات الجديدة: معلومات قيّمة للمعلمين

من جانبه، أكد يورغ سيلدورف، نائب مدير مدرسة Klusemannstraße في غراتس، أن رمضان ليس موضوعًا بارزًا في مدرسته، لكنه يرى أن إرشادات IGGÖ توفر معلومات مفيدة للمعلمين، وأوضح أن الوثيقة تسلط الضوء على أهمية عدم المبالغة في إظهار الصيام، وأن صحة الطفل تأتي قبل الالتزام بالصيام، وهو أمر أكدته أيضًا القوانين المدرسية النمساوية.

كما شدد على أن الطلاب ملزمون بالحضور المدرسي، ولا يمكنهم التغيب بسبب الصيام، مستشهدًا بقوانين الالتزام الإجباري بالتعليم والتشريعات الأخيرة بشأن الغياب لأسباب دينية.

التحديات العملية: الرياضة والرحلات المدرسية أثناء الصيام

تقدم IGGÖ في توجيهاتها نظرة عامة على القوانين المدرسية وتتناول بعض الأسئلة الشائعة، مثل:

  • هل الصيام إجباري أم اختياري للأطفال؟
  • كيف يجب التعامل مع الطلاب الذين يصومون أثناء حصص الرياضة؟
  • ماذا عن الرحلات المدرسية مثل أسابيع الرياضة أو رحلات تعلم اللغات؟

وأوضحت بغجاتي أن التوجيهات لا تحدد عمرًا محددًا للصيام، بل تركز على أهمية النضج الجسدي والعقلي للطفل، مشيرةً إلى أن كل طفل يختلف في استعداده للصيام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى