لأول مرة منذ 30 عامًا.. إزالة السقالات بالكامل عن البرج الجنوبي لكاتدرائية Stephansdom في فيينا
شهدت كاتدرائية القديس ستيفان (Stephansdom) في العاصمة النمساوية، فيينا، اليوم حدثاً تاريخياً، حيث ظهر برجها الجنوبي الشهير لأول مرة منذ ما يقرب من 30 عاماً خالياً من السقالات التي كانت تغطيه، وذلك بعد الانتهاء من ترميم الجزء السفلي من هذا البرج الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 137 متراً. وتأتي هذه الخطوة استكمالاً لجهود مستمرة للحفاظ على هذا الصرح المعماري، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
وكانت أعمال الترميم الأخيرة قد ركزت على الجزء السفلي من البرج، وهو مشروع عملاق بدأ في عام 1995 عندما كانت إحدى القمم الزخرفية للبرج (fialen)، التي يبلغ ارتفاعها 25 متراً ووزنها 50 طناً، مهددة بالانهيار بسبب عوامل التعرية والصدأ.
وصف كبير معماريي الكاتدرائية، Wolfgang Zehetner، البرج الجنوبي بأنه “عمل فني متنامٍ… كل خط، كل شكل، وكل قمة زخرفية مدروسة بعناية. وفي الوقت ذاته، هو عُرضة للتلف: فالحديد يصدأ، والماء يتسرب ويفجر الحجر”. وأشار التقرير إلى أن أعمال الترميم في البرج الجنوبي قد اختتمت يوم الأحد الماضي.
تجدر الإشارة إلى أن حجر الأساس للبرج الجنوبي وُضع في عام 1359 تحت حكم Rudolf IV. (“Der Stifter”)، وتم الانتهاء من بنائه عام 1433 تحت إشراف Hans von Prachatitz، وكان حينها، بارتفاعه البالغ 137 متراً، أعلى مبنى في أوروبا. وقد شُيّد البرج باستخدام الحجر الرملي الجيري (Kalksandstein) المستخرج من سلسلة جبال Leithagebirge.
وشملت أعمال الترميم الأخيرة تعليق الجزء العلوي من البرج على دعامات فولاذية، واستبدال أحجار يبلغ وزن الواحدة منها 500 كيلوغرام بأحجار جديدة على ارتفاع 115 متراً، بالإضافة إلى تنظيف المنحوتات الموجودة على البرج، واستبدال الأحجار التالفة، والكشف عن طبقات الطلاء التي تعود إلى العصور الوسطى.
ووفقاً للموقع الرسمي لكاتدرائية القديس ستيفان، لا تزال هناك أعمال بسيطة تُجرى حالياً على شواهد القبور (Epitaphen) وعلى السقف. ومن الجدير بالذكر أن الاستغناء عن العمل المستمر في الكاتدرائية ليس مرغوباً فيه، حيث صرّح كبير المعماريين Zehetner في عام 2022 بأنه “من المنطقي تمامًا العمل باستمرار على مثل هذا الصرح المعقد والكبير”، لضمان الحفاظ على الخبراء والبنية التحتية والمعرفة اللازمة لعمليات الترميم.
