محكمة سالزبورغ تصدر حكماً بالسجن 15 عاماً بحق لاجئ أفغاني خطط لهجمات إرهابية استهدفت سوق عيد الميلاد
قضت محكمة ولاية سالزبورغ (Landesgericht Salzburg) مساء الخميس، في ثاني أيام المحاكمة، بالسجن لمدة 15 عاماً مع النفاذ بحق مواطن أفغاني (22 عاماً)، كان قد خطط لتنفيذ هجوم إرهابي استهدف، من بين مواقع أخرى، سوق عيد الميلاد (Christkindlmarkt) في سالزبورغ، إلى جانب مواقع حيوية أخرى. وقد أقر المتهم أمام المحكمة بخططه، ولكنه وصفها بأنها كانت مجرد “فكرة غامضة” وغير جادة. ويُشار إلى أن الحكم الصادر لم يكتسب بعد صفة القطعية، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
تفيد تحقيقات المدعي العام بأن الهجمات التي خطط لها الشاب الأفغاني كانت مُزمعة التنفيذ خلال فترة أعياد الميلاد عام 2024. وكان المتهم ينوي تنفيذها باستخدام سكاكين أو أسلحة نارية أو قنبلة يدوية الصنع، وهو ما تثبته رسائل الإنترنت المتبادلة بينه وبين آخرين. وذكرت التحقيقات أن المواقع المستهدفة شملت، بالإضافة إلى سوق عيد الميلاد (Christkindlmarkt)، كلاً من قلعة سالزبورغ (Festung) والمحطة الرئيسية للقطارات (Hauptbahnhof).
أقر المتهم أمام المحكمة بأنه راودته أفكار حول شن هجمات، لكنه نفى أن يكون قد وضع خططاً فعلية للتنفيذ. وقد أُدين المتهم بارتكاب جرائم “الانتماء إلى منظمة إرهابية”، و”ارتكاب أفعال إرهابية”، و”الانتماء إلى منظمة إجرامية”. وفي المقابل، تمت تبرئته من تهمة “التوجيه لارتكاب فعل إرهابي”.
تأهب دائم للهجمات الانتحارية
يتمتع المتهم بالحماية الفرعية في النمسا (subsidiär Schutzberechtigter) وكان يقيم في النمسا منذ فبراير 2023 في أماكن إيواء للاجئين، قبل أن يصبح بلا مأوى منذ فبراير 2024. ووفقاً للائحة الاتهام، فقد كان المتهم يُبدي استعداده الدائم لتنفيذ هجمات لصالح تنظيم “الدولة الإسلامية” (IS)، وتحديداً هجمات انتحارية بالأسلحة النارية والمتفجرات، أو باستخدام السكاكين.
الادعاء العام: إحباط هجوم إرهابي
أكد المدعي العام أمام المحكمة أن المتهم كان سيقوم بتنفيذ الهجوم لو تمكن من الحصول على الأسلحة المطلوبة، مشيراً إلى أنه “كان سيقبل بموت العديد من النمساويين”. وأوضح المدعي العام أن اتصالات المتهم بتنظيم “الدولة الإسلامية” (IS) حذرته من “خطر الانفجار المبكر”، ولذلك كان يخطط في النهاية لتنفيذ الهجوم باستخدام سكين.
وأشار المدعي العام إلى أن المتهم راسل جهات اتصاله طالباً منهم إيجاد أسلحة، مشيراً إلى أنه لم يتبق سوى 30 يوماً في مدينته حتى “موعد مناسبة”، وفسر المدعي العام بأن المقصود على الأرجح هو سوق عيد الميلاد (Christkindlmarkt).
كما ذكر المدعي العام أن “الإخوة” (في إشارة إلى أعضاء التنظيم) نصحوه بالانتظار للحصول على أمر بتنفيذ خططه الإرهابية، وبأن يقوم بالهجوم باستخدام السكين. ونقل المدعي العام عن رسائل المتهم قوله: “إنه سيهاجم شخصاً بالتأكيد قبل أن يتم القبض عليه”، مضيفاً: “إنه يكتب أنه يريد قطع رأس ثلاثة أشخاص والهرب”. واختتم المدعي العام بقوله إنه لا يوجد مجال للتأويل عند قراءة جميع الرسائل المتبادلة في غرف الدردشة، مؤكداً أنه “قد تم إحباط هجوم إرهابي هنا”.
التخطيط لصنع متفجرات وتحريض على الانتحار
تضمنت لائحة الاتهام أيضاً أن المتهم، الذي كان يبلغ من العمر حينها 21 عاماً، قام في 21 نوفمبر من العام الماضي بتحريض صديقته الأفغانية، التي كانت تقيم آنذاك في بلجيكا، على تنفيذ هجوم انتحاري في إيران، وقام أيضاً بتسهيل اتصالها بعضوين على الأقل من أعضاء تنظيم “الدولة الإسلامية” (IS). ولكن تم القبض على المرأة في بلجيكا قبل مغادرتها.
إضافة إلى ذلك، اتهمت النيابة العامة المواطن الأفغاني بجمع ونشر ملفات وسائط إعلامية تمجد تنظيم “الدولة الإسلامية” (IS) عبر منصات التواصل الاجتماعي وخدمات المراسلة المختلفة. كما يُتهم بأنه حصل من الإنترنت على تعليمات و”مخططات بناء” لتصنيع عبوات ناسفة مرتجلة.
المتهم: الأفكار لم تكن جادة
صرح المتهم لرئيسة المحكمة بأنه ارتكب بعض الأخطاء، وأنه انضم إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” (IS). وعلى الرغم من اعترافه بأنه راودته أفكار لخطط هجومية، فقد نقلت المترجمة الفورية عن الشاب (22 عاماً) قوله إن “الأفكار لم تكن جادة”. ونفى المتهم أن يكون لديه هدف محدد للهجوم، مؤكداً أن تصريحه الجاد الوحيد كان رغبته في السفر إلى أفغانستان للانضمام إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” (IS) هناك. كما اعترف بممارسة الدعاية للتنظيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وكان محامي الدفاع قد أوضح أن موكله عبر عن أفكار غير ناضجة وخطيرة وكلمات غير مدروسة. وأكد: “إنه يعترف بمعظم نقاط لائحة الاتهام. لكن الأدلة ستظهر أنه لم يحاول إقناع صديقته السابقة بتنفيذ هجوم في إيران“، مشيراً إلى أن سجل المحادثات بينهما يثبت ذلك. وأشار المحامي إلى الظروف الصعبة التي مر بها المتهم في شبابه، فهو فر من أفغانستان وكان “بلا دعم ولا هيكل”، و”عاش صدمات لم يعالجها”.
معلومات من المخابرات الأمريكية
أفاد المتهم للقاضية بأنه فر من حركة طالبان في سبتمبر 2021 من أفغانستان، وأن هدفه كان حياة جيدة في أوروبا. ووفقاً للمدعي العام، بدأ المتهم يهتم بفرع تنظيم “الدولة الإسلامية” في أفغانستان المعروف باسم “ولاية خراسان” (ISKP). وكانت المخابرات الأمريكية (US-Nachrichtendienst) هي من قدمت بلاغاً للسلطات النمساوية، مما أدى في النهاية إلى اعتقاله.
