مسيرة لليمين المتطرف في فيينا تحت شعار “اخراج الأجانب” تواجه احتجاجات واعتصامات وسط استنفار أمني
فيينا – INFOGRAT:
نظم أنصار حركة الهوية “Identitäre Bewegung” اليمينية المتطرفة بعد ظهر السبت 26 يوليو 2025 مسيرة عبر وسط مدينة فيينا، بمشاركة نحو 200 شخص، بينهم متطرفون أجانب، وسط تعزيزات أمنية مشددة واحتجاجات مضادة واسعة شملت مظاهرات واعتصامات ميدانية، وذلك على خلفية انتقادات سياسية وتحذيرات من تصاعد النزعات العنصرية، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
انطلقت المسيرة من ساحة Karl-Lueger-Platz، التي تحمل اسم سياسي نمساوي معروف بمواقفه المعادية للسامية، وجابت شوارع وسط فيينا، مرورًا بـWollzeile وStephansplatz وGraben وTuchlauben وWipplingerstraße، وصولًا إلى منطقة Gestade حيث أقيمت الفعالية الختامية في ساعات المساء.
شارك في تنظيم هذه التظاهرة حركة “Identitäre Bewegung Österreich” (IBÖ)، ورفع المشاركون شعارات أبرزها اعادة الأجانب “Remigration”، وهو شيفرة يمينية متطرفة تدعو إلى إعادة من تعتبرهم الحركة “أجانب غير منتمين” إلى خارج البلاد، بما يعكس مشروعًا واسع النطاق للتطهير العرقي، وفق ما أوضحه Bernhard Weidinger، خبير التطرف اليميني في الأرشيف التوثيقي للمقاومة النمساوية (DÖW)، خلال مقابلة مع قناة “Wien heute”.
وقاد الهتافات الناشط المعروف Martin Sellner، الوجه البارز لحركة “Identitäre”، الذي دعا الحاضرين إلى إيصال رسائلهم إلى المارة، فيما شارك بعض النازيين الجدد والمشاغبين (Hooligans) من فرنسا وألمانيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء النمساوية APA.
في المقابل، واجهت المسيرة عدة مظاهرات مضادة، كان أبرزها اعتصام ميداني في شارع Wollzeile أعاق تقدم المسيرة في مراحلها الأولى، قبل أن تقوم الشرطة بتفريقه. وتجمّع المحتجون المناهضون للفكر الفاشي عند نقاط التماس، بينهم أعضاء من تحالف “Wien nimmt Platz” المناهض للفاشية، الذي انطلق من Heldenplatz مرورًا بحلقة “Ring” باتجاه Börseplatz تحت شعار: “لا مكان للعنصرية في فيينا”.
الشرطة النمساوية نشرت تعزيزات ضخمة شملت وحدات خاصة مثل WEGA، ووحدة الكلاب البوليسية، إلى جانب مراقبة جوية باستخدام طائرات مسيرة (Drohnen)، وفق ما أكده المتحدث باسم شرطة فيينا Markus Dittrich. وتم تسجيل المسيرة رسميًا بحضور نحو 500 مشارك.
48 اعتقالًا وستة بلاغات
وفقًا لبيان صادر عن الشرطة، تم توقيف 48 شخصًا مؤقتًا مساء السبت بسبب ارتكابهم مخالفات إدارية خلال عمليات الإغلاق، ولعدم التمكن من التحقق من هوياتهم. كما تم تقديم بلاغات بحق ستة أشخاص بموجب قانون التجمع. وقد تلقت شرطة فيينا دعمًا من عناصر شرطة قادمين من بورغنلاند، والنمسا السفلى، والنمسا العليا.
وعبّر نائب المستشار وعضو الحزب الاشتراكي SPÖ، Andreas Babler، عن رفضه القاطع للمسيرة في منشور له عبر منصة Bluesky، قائلاً: “الكراهية والتحريض وازدراء البشر والعنصرية ومعاداة السامية لا مكان لها في شوارع النمسا”، كما ندد بما وصفه بـ”الروابط العضوية بين حركة Identitäre وحزب FPÖ”، وهو ما أكده أيضًا Andreas Kranebitter، مدير DÖW، واصفًا حزب FPÖ بأنه “الذراع البرلماني” للحركة المتطرفة.
يذكر أن التعبئة لهذه المسيرة تمت أساسًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، وخصوصًا تطبيق Telegram، وشهدت سابقًا مشاركة ممثلين عن شبيبة حزب FPÖ وبعض عناصر من حزب AfD الألماني.وقد أدت التظاهرات والإجراءات الأمنية إلى تعطيل حركة المرور في الحي الأول من فيينا، حيث توقفت خطوط الحافلات 1A، 2A، و3A بين الساعة 13:00 و18:00، كما تعطلت حركة الترام رقم 2 بين محطتي Volkstheater وSchwedenplatz، حيث تم تشغيله في قسمين منفصلين.



