مشروع القرن: نفق “برينر” يربط النمسا بإيطاليا لتخفيف الازدحام المروري
في حدث تاريخي، تم للمرة الأولى إنشاء اتصال نفق تحت الأرض بين إيطاليا والنمسا باختراق نفق الاستكشاف في نفق قاعدة “برينر” (BBT)، وقد حضر الحفل الذي أقيم في “برينر” كبار السياسيين من إيطاليا والنمسا للتعبير عن ترحيبهم بهذا المشروع الضخم، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية Giorgia Meloni والمستشار النمساوي Christian Stocker في خطابيهما خلال الاحتفالات إن لهذا المشروع أهمية تاريخية لإيطاليا والنمسا وأوروبا. كما أدلى مفوض النقل الأوروبي Apostolos Tzitzikostas ببيان سياسي في الصباح، رفض فيه فكرة فرض إلزامية النقل عبر النفق. وكان قرابة ألف ضيف قد تجمعوا في خيمة لمشاهدة لحظة الاختراق عبر البث المباشر.
وقد أعطى كل من Meloni و Stocker ووزيري النقل Matteo Salvini و Peter Hanke ومفوض النقل الأوروبي Apostolos Tzitzikostas إشارة البدء باختراق النفق بالضغط على “الزر الأحمر” في نفس الوقت. وعبّر العمال عن فرحتهم بهذا الإنجاز، ثم ساروا بشكل مشترك عبر الحدود التي تحت الأرض. وقد لاقى هذا الحدث تصفيقًا حارًا من الضيوف، بمن فيهم حكام تيرول الجنوبية وتيرول السابقون و “رواد الأنفاق” Luis Durnwalder و Herwig Van Staa و Alois Partl و Wendelin Weingartner.
وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية إن الاختراق “خطوة مهمة”، وأكدت أن البلدين كانا “شريكين في أوروبا” ومتحدين بسبب تاريخهما المشترك. ومن المتوقع أن يخدم النفق الجديد المصالح الاقتصادية والبيئية بعد دخوله الخدمة في عام 2032.
من جانبه، أكد المستشار Stocker أن النفق “وحده لن يحل مشاكل النقل العابرة”، مشيراً إلى أن الطريق السريع قد وصل إلى “أقصى طاقته الاستيعابية منذ فترة طويلة”. ودعا إلى “حلول ودية” للنقل سواء على الطريق السريع أو السكك الحديدية.
أما Salvini، فقد قال إن “أوروبا انتصرت اليوم”، مؤكداً أن الضغط على الزر الأحمر يظهر “الرغبة في التقارب بيننا”، وأن “السلام” ينشأ عندما يتقارب الناس. كما انتقد Salvini السياسة البيئية للاتحاد الأوروبي، وقال إن نفق “برينر” الجديد يمثل “صفقة بيئية حقيقية خالية من المحظورات”، وإن “الصفقة البيئية الوحيدة الحقيقية هي إزالة الحدود”.
وأكد وزير النقل النمساوي Hanke أن مشروع القرن “سيغير نقل البضائع”، حيث يمكن نقل مليون شاحنة سنويًا إلى السكك الحديدية. كما قال رئيسا ولايتي تيرول وتيرول الجنوبية إن النفق “جزء من مشروع سلام أوروبي” وسيخفف العبء عن الناس “شمال وجنوب برينر”.
