من اللجوء إلى البرلمان والعمل الثقافي والاجتماعي والسياسي.. قصص نجاح السوريين في النمسا

فييناINFOGRAT:

قبل عشر سنوات، فتحت النمسا وألمانيا حدودهما أمام اللاجئين الفارين من الحرب السورية. ففي 5 سبتمبر/أيلول 2015 تدفق عشرات الآلاف عبر محطة Wien Westbahnhof، حيث كانت تلك اللحظة بداية حياة جديدة لكثيرين ممن قرروا البقاء، اليوم يعيش نحو 95 ألف سوري وسورية في النمسا، نصفهم تقريباً في فيينا، ومع أربع شهادات شخصية ترسم صورة لمسارهم منذ تلك الأيام وحتى الحاضر، بحسب صحيفة derstandard النمساوية.

جعفر بامبوق: “فيينا أعطتني وطناً”

جعفر بامبوق، البالغ من العمر 26 عاماً، يشغل حالياً منصب عضو في مجلس بلدية فيينا عن حزب الخضر، جاء في 2014 إلى تيرول للمشاركة في دورة صيفية، لكنه لم يعد إلى بلده بعد أن تعرض لملاحقة أمنية في سوريا بسبب انتقاداته، بعد فترة قصيرة في Traiskirchen وصفها بأنها “الأسوأ في حياته”، استقر في فيينا حيث التحقت به عائلته عام 2015 عبر لمّ الشمل.
تجربته السياسية بدأت مع أجواء الانتخابات في ذلك العام، ثم تدرج في صفوف “الخضر الشباب” حتى نال الجنسية النمساوية وأصبح نائباً محلياً، ويقول: “في انتخابات البرلمان الأوروبي 2024 صوتت لأول مرة، وبعدها بعام أصبحت ممثلاً لمدينة منحتني وطناً.”

رند حمدي: “أريد أن أظهر أن السوريين يساهمون”

رند حمدي، 24 عاماً، جاءت إلى النمسا عام 2016 عبر برنامج لمّ الشمل مع والدها الذي سبقها إلى فيينا. وُلدت في حلب وعاشت أيضاً في ادلب حيث لم تستطع إكمال دراستها بسبب الحرب، وصولها إلى النمسا أعاد لها حق التعلم؛ حصلت على شهادة الثانوية، رخصة القيادة، والتحقت بالجامعة، وتعمل منذ مطلع 2025 مترجمة في منظمة Caritas، وتجيد خمس لغات.
تقول: “أريد أن أبقى ناجحة وأثبت أن السوريين ليسوا فقط متلقين للمساعدات، بل أشخاص يقدمون الكثير.”

عمر خير الأنام: “أشعر بالغربة في سوريا أكثر من هنا”

عمر خير الأنام وصل عام 2014 عبر طريق البلقان وهو في الثالثة والعشرين، درس إدارة الأعمال في دمشق واللاذقية، قبل أن يضطر للفرار من الغوطة الشرقية في دمشق، وفي النمسا بدأ كمترجم في مراكز اللجوء، ثم التفت إلى الكتابة وفن المسابقة الشعرية، ليصبح لاحقاً كاتباً معروفاً ومحاضراً، وأصدر عدة كتب عن تجربته في الاندماج وصدمات الثقافة، وشارك عام 2023 في برنامج “Dancing Stars”، وبعد سقوط نظام الأسد عام 2024 عاد لزيارة وطنه، لكنه شعر بالغربة: “أنا اليوم أقرب إلى القيم الليبرالية في النمسا، ولم يعد بإمكاني العودة للعيش هناك”.

عبدالحكيم الشاطر: “لا يجب وضع الجميع في سلة واحدة”

عبدالحكيم الشاطر، 44 عاماً، ناشط سياسي سابق ضد نظام الأسد، وصل إلى النمسا في أكتوبر 2015 بعد رحلة محفوفة بالمخاطر عبر البحر، عاش في حمص تحت الحصار 18 شهراً، ثم هرب عبر نفق ضيق بطول 11 كيلومتراً، ولاحقاً التحق به أفراد أسرته، واليوم يعمل لدى بلدية فيينا، فيما تعمل زوجته في مطبخ إحدى المؤسسات، ويقول إن الاندماج لم يكن سهلاً بسبب اللغة والثقافة، لكنه تمكن من تجاوز الصعوبات تدريجياً، ويرأس جمعية “الجالية السورية الحرة” التي تدعو إلى العلمانية والديمقراطية، ويضيف: “أفهم أن بعض الناس غيّرت نظرتها بعد أزمات كورونا وارتفاع الأسعار وحوادث العنف، لكن لا يجوز الحكم على الجميع ووضعهم بنفس الميزان.”


مباشر لأحدث القصص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى