من الهواتف إلى الكتب.. كيف تغير دور كبائن الهاتف في فيينا؟
فيينا – INFOGRAT:
لا تزال فيينا تحتضن حوالي 1,600 كابينة هاتف عمومي من أصل 6,500 كابينة متبقية في جميع أنحاء النمسا، أي أن ربع الهواتف العمومية في البلاد موجود في العاصمة، ومع انتشار الهواتف المحمولة وكثافة شبكات الاتصالات، يتم تفكيك المزيد من الكبائن باستمرار، فيما يتم تحويل بعضها إلى مكتبات عامة صغيرة أو محطات إنعاش طبية مزودة بأجهزة إزالة الرجفان القلبي (Defibrillator).
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، على مدى عقود، كانت كبائن الهاتف جزءًا لا يتجزأ من المشهد الحضري في فيينا، لكن مع التطورات التكنولوجية، تراجع استخدامها بشكل كبير، وأصبحت نادرة الاستخدام لغرضها الأصلي. ففي عام 2014، كان هناك 3,600 كابينة هاتف في فيينا، أما اليوم فلم يتبقَّ منها سوى 1,600، وغالبًا ما تكون مخفية داخل المستشفيات أو مراكز التسوق، ومع امتلاك الغالبية العظمى من الناس للهواتف الذكية، لم تعد هذه الهواتف العمومية مربحة إلا في محطات النقل الكبرى مثل محطات القطارات والمطارات، حيث لا تزال تُدر بعض العائدات لشركة الاتصالات A1 Telekom Austria.
تحويل الكبائن إلى محطات إنقاذ ومكتبات صغيرة
لم تعد كبائن الهاتف مجرد وسيلة اتصال، بل أصبحت تؤدي أدوارًا جديدة، حيث يتم تحويل العديد منها إلى “Defi-Zellen”، أي محطات إسعاف مزودة بأجهزة إزالة الرجفان القلبي، وقال يوخن أونهفاس-شوتسناور، المتحدث باسم A1 Telekom Austria:
“مع إضافة أجهزة إزالة الرجفان، أصبحت كبائن الهاتف تلعب دورًا حيويًا في سلسلة الإنقاذ، علاوة على ذلك، يمكن الاتصال بأرقام الطوارئ مجانًا من أي كابينة هاتف”.
إلى جانب دورها كأداة لإنقاذ الحياة، تحولت بعض الكبائن أيضًا إلى “مكتبات تبادل الكتب”، حيث يمكن للناس أخذ كتب وترك أخرى مجانًا، وتقول شركة A1 إنها بذلك توفر لهذه الكبائن “حياة ثانية” بدلًا من إزالتها تمامًا.
كبائن الهاتف كمحطات شحن للسيارات الكهربائية
إضافة إلى ذلك، استغلت A1 بعض الهواتف العمومية كـمحطات شحن للسيارات الكهربائية، فمنذ مايو 2010، قامت الشركة بتركيب 40 محطة شحن في مختلف أنحاء النمسا، ما ساهم في توسيع شبكة البنية التحتية لمركبات الطاقة النظيفة.
تاريخ طويل لكبائن الهاتف في فيينا
يرجع تاريخ أول هاتف عمومي يعمل بالنقود في فيينا إلى عام 1903، حيث تم تثبيته في محطة القطار الرئيسية في فيينا (Wiener Hauptbahnhof). وكان هذا الابتكار من اختراع المهندس النمساوي روبرت برونو ينتزش (Robert Bruno Jentzsch)، حيث كان بإمكان المستخدمين إجراء مكالمات محلية عبر إدخال عملات بقيمة 20 هيلر.بحلول عام 1907، كان هناك بالفعل 44 هاتفًا عموميًا في فيينا، وتوسع عددها ليصل إلى 97 هاتفًا بحلول عام 1909، حيث تم توزيعها في محطات القطارات، المقاهي، والمباني العامة في جميع أنحاء النمسا. وفي وقت لاحق، سمحت السلطات بوضع الهواتف العمومية في الأكشاك العامة على الطرقات، ولكن بطريقة غير ملحوظة للحفاظ على المظهر العام للمدينة.



