من قلب الحي الأول إلى رأس حزب الشعب في فيينا.. ماركوس فيغل خلفًا لـ كارل مارهر
فيينا – INFOGRAT:
تولّى ماركوس فيغل رئاسة فرع حزب الشعب النمساوي (ÖVP) في فيينا، خلفًا لـ كارل مارر، بعد مسيرة سياسية امتدت لعقود تخللتها مواقف حاسمة وقيادة محلية ناجحة في قلب العاصمة، واضعًا نفسه في صدارة مشهد سياسي لحزب يسعى لإعادة ترتيب أوراقه بعد نكسة انتخابية قاسية.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، تسلّم Markus Figl، المحامي البالغ من العمر 51 عامًا، قيادة حزب الشعب النمساوي في العاصمة فيينا، خلفًا لـ Karl Mahrer. ويمثّل فيغل الجيل الجديد داخل الحزب، إذ انطلق من صفوف الشبيبة الشعبية النمساوية (Junge ÖVP)، وراكم عبر سنوات خبرة ميدانية وإدارية مكّنته من بلوغ هذا المنصب في لحظة حاسمة للحزب، الذي يعيش مرحلة انتقالية بعد تكبده خسائر فادحة في الانتخابات المحلية الأخيرة.
صلة قرابة تاريخية وصعود سياسي تدريجي
ينحدر فيغل من سلالة سياسية مرموقة، فهو ابن شقيق Leopold Figl، أول مستشار فدرالي في الجمهورية النمساوية الثانية بعد الحرب العالمية الثانية، بدأ مشواره السياسي أواخر تسعينيات القرن الماضي، عندما انضم إلى فريق النائب الوطني آنذاك Michael Spindelegger، وشق طريقه في الساحة السياسية حتى تولى في عام 2015 منصب Bezirksvorsteher (رئيس المنطقة) للحي الأول في فيينا (Innere Stadt).
عشرة أعوام من قيادة الحي الأول
خلف فيغل السياسية Ursula Stenzel في رئاسة الحي الأول عام 2015، بعد أن تم الاستغناء عن ترشيحها من قِبل الحزب وانتقالها لاحقًا إلى حزب الحرية (FPÖ). وخلال فترة ولايته التي استمرت عشر سنوات، عُرف فيغل بمواقفه الرافضة لسياسات المدينة المتعلقة بالنقل، لاسيما تلك التي تعارض رؤيته لمدينة أقل ازدحامًا وأكثر ملاءمة للمشاة والسكان، حتى لو اضطر إلى معارضة خط الحزب أحيانًا.
تعاون بين الأحزاب وأولوية للسكان
على الرغم من خلفيته المحافظة، عُرف فيغل بقدرته على مدّ الجسور السياسية، حيث عمل في مشاريع متعددة بالتعاون مع خصوم سياسيين، أبرزها إعادة تصميم Michaelerplatz بالتنسيق مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ). وعبّر مرارًا عن التزامه بوضع مصالح 16,500 من سكان الحي الأول فوق الاعتبارات السياحية، في منطقة تُعد من أكثر المواقع السياحية كثافة في العاصمة.
انطلاقة جديدة لحزب مأزوم
يتولى فيغل قيادة Wiener ÖVP في وقت حساس بعد تراجع الحزب في نتائج انتخابات فيينا، ما يتطلب إعادة تنظيم داخلي واستعادة الثقة الشعبية. ويراهن الحزب على سمعته كإداري ناجح وشخصية توافقية قادرة على الموازنة بين المحافظة على المبادئ والانفتاح على العمل المشترك مع الأحزاب الأخرى.



