منتدى خبراء نمساوي يناقش مستقبل الطيران الإقليمي في ظل تحديات سوق النقل الجوي

انعقد في مدينة Linz النمساوية يوم الخميس منتدى للخبراء المتخصصين في قطاع الطيران، حيث تمحور النقاش حول المشكلات التي تواجه المطارات الإقليمية داخل البلاد، وعلى رأسها مطار Linz-Hörsching، إضافةً إلى مستقبل هذه المطارات في ظل التغيرات المتلاحقة في سوق الطيران العالمي.

ورغم أن الطائرات لا تزال تُقلع من مطار Linz-Hörsching، إلا أن بقاء هذه الحركة الجوية على ما هي عليه مستقبلاً كان موضع نقاش موسّع خلال اللقاء، إذ أن أكثر من 220 ألف وظيفة في النمسا تعتمد بشكل مباشر أو غير مباشر على قطاع الطيران.

تأخيرات في تسليم الطائرات وندرة الطائرات الإقليمية

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أرجع المدير التنفيذي لمطار Linz، Norbert Draskovits، الوضع الصعب الذي يمر به القطاع إلى تداعيات جائحة كورونا، مشيرًا إلى أن تأخّر تسليم الطائرات الجديدة من قِبل شركات الإنتاج الكبرى مثل Boeing وAirbus أدى إلى أزمة ممتدة. وقال: “هذا مرتبط بحقيقة أن شركات تصنيع الطائرات الكبرى لديها تأخيرات في التسليم تصل إلى 12 عامًا”.

كما لفت النظر إلى تحوّل الإنتاج نحو الطائرات الأكبر حجمًا القادرة على نقل عدد أكبر من الركاب، مما أدّى إلى اختفاء شبه تام للطائرات الصغيرة التي كانت مثالية للمطارات الإقليمية. وعلّق على ذلك المدير التنفيذي لرابطة المطارات الألمانية ARGE Deutscher Verkehrsflughäfen، Ralph Beisel، قائلاً: “في السابق كانت لدينا طائرات في السوق بسعة 20 أو 50 أو 70 مقعدًا، وكانت مناسبة تمامًا لخدمة المطارات الصغيرة. لكن هذه الطائرات أصبحت نادرة جدًا اليوم.”

أهمية اقتصادية وسياحية لا يمكن تعويضها

اتفق الخبراء المشاركون في المنتدى على أهمية المطارات الإقليمية، ليس فقط من الناحية السياحية، بل كذلك على صعيد الاقتصاد المحلي. وأكّد رئيس الاتحاد الأعلى للطيران ومدير مطار فيينا، Julian Jäger، أن: “مطار فيينا يملك بطبيعة الحال القدرة على الاستيعاب، ولكن بالنسبة للصناعة القوية والاقتصاد المتين في ولاية النمسا العليا (Oberösterreich)، هناك حاجة إلى رحلات مباشرة، مثل خط فرانكفورت، بالإضافة إلى أكبر عدد ممكن من الرحلات المباشرة الأخرى.”

وأضاف: “لا يمكن ببساطة القول إن مطار فيينا كافٍ، بل إن لمطار Linz دوراً جوهريًا في دعم الاقتصاد الإقليمي”.

شحن البضائع… عامل حاسم في مستقبل المطار

أبرز Jäger أيضًا أهمية البعد اللوجستي، لا سيّما في مجال الشحن الجوي للبضائع والطرود. وأوضح أن التوجه المتزايد نحو التسوّق عبر الإنترنت يتطلب حلولاً سريعة للشحن، قائلاً: “خاصة في مجال طرود Amazon، هناك ميل متزايد لدى المستهلكين لتسلّم الطرود في اليوم التالي، وليس بعد ثلاثة أو أربعة أيام. وكلما نقلنا هذه العمليات إلى الطرق أو السكك الحديدية، طالت مدة التسليم.”

مطار Linz في مواجهة منافسة قوية

من جانبه، أشار الخبير في شؤون الطيران Kurt Hofmann، الذي يعمل في هذا المجال منذ ثلاثين عامًا، إلى شراسة المنافسة التي يواجهها مطار Linz من مطارات Salzburg وVienne وMünchen. وقال: “شركات الطيران الكبرى مثل Lufthansa انسحبت جزئيًا من هذه المنطقة، ولا تتوفر حاليًا الطائرات الإقليمية التي هي فعليًا مطلوبة.” وأضاف: “لذلك من الصعب تشغيل الرحلات القصيرة أو الربط مع مراكز الملاحة العالمية أو المدن الاقتصادية الكبرى بطريقة مجدية اقتصاديًا”.

واعتبر أن هذا الوضع لا يخص Linz وحدها، بل يطال مطارات إقليمية أخرى أيضًا.وفي ختام المنتدى، تم الإعلان عن إطلاق عملية تقييم شامل لوضع مطار Linz خلال فصل الصيف بالتعاون مع خبراء القطاع، على أن تتضح ملامح الاستراتيجية المستقبلية للمطار بعد هذه الفترة، سواء من حيث استمرار تشغيله أو تعديل أنماط تشغيله وفق معطيات السوق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى