نظام إنذار مبكر نمساوي يعتمد على “الذكاء الاصطناعي” لـ “التنصت” على الطائرات المسيرة في الأجواء
طور فريق بحثي من جمعية “Joanneum Research” في مقاطعة Steiermark النمساوية أنظمة جديدة قادرة على “التنصت” على المجال الجوي دون بث إشارات خاصة بها. وتعتمد هذه التقنية على الذكاء الاصطناعي لتتعلم التمييز بين أنماط الضوضاء الصوتية المختلفة، وبالتالي التعرف على الأجسام الطائرة غير المصرح بها بدقة وموثوقية عالية، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
وفي ظل تزايد رصد الطائرات المسيرة المجهولة (الدرونز) في الأسابيع الأخيرة بالعديد من الدول الأوروبية، وخاصة في شمال وشرق أوروبا، حيث أدت هذه الحوادث إلى إغلاق مؤقت للمجالات الجوية وتحويل مسارات الرحلات، تظهر أهمية هذا النظام. وبينما يظل المصدر الدقيق للعديد من هذه الأجسام الطائرة غير واضح، يُشتبه في أن بعضها مرتبط بعمليات استطلاع أو تشويش.
نظام “Steiermark” يحدد موقع الدرونز بدقة
تُظهر الأعداد المتزايدة لمثل هذه الحوادث الأهمية البالغة للكشف المبكر والموثوق عن الأجسام الطائرة غير المأهولة. وتمتلك مجموعة الباحثين في “Joanneum Research” خبرة طويلة في الكشف الصوتي عن الطائرات المسيرة، والذي يتميز ببعض المزايا مقارنة بتقنيات الكشف الأخرى، وفقاً لما أعلنته الجمعية يوم الثلاثاء.
وأوضح مدير المشروع Martin Blass أن “الطريقة الصوتية تعمل بشكل سلبي، على عكس الأنظمة النشطة مثل الرادار؛ فهي لا تبث إشارات خاصة بها، وبالتالي تظل غير مكتشفة. وهذا ما يجعلها ذات قيمة خاصة في السيناريوهات الحساسة أمنياً”. ويركز التطوير الحالي على صفائف الميكروفونات ثلاثية الأبعاد نصف الكروية، التي تتيح تحديد الموقع الدقيق للطائرات المسيرة على الارتفاعات المختلفة.
نقاط تفتيش للكشف عن الطائرات المسيرة
يتم تحسين النظام باستمرار من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يتم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، وفقاً لـ “Joanneum Research”، على البصمات الصوتية لأنواع مختلفة من الطائرات المسيرة، مما يمكنها من التعرف على أنماط الضوضاء المميزة بأمان، حتى في البيئات ذات الضوضاء الخلفية العالية. وأوضح رئيس فريق البحث ومخترع ما يسمى بـ “آذان النفق” (Tunnelohren)، Franz Graf: “باستخدام صفائف الميكروفونات، يتم تسجيل مصادر الصوت من اتجاهات مختلفة، ومن خلال فروق توقيت وصول الإشارات، يمكن تحديد موقع الطائرة المسيرة”.
وبعد النجاحات طويلة الأمد الأولية، يتابع الباحثون تطوير الكشف الصوتي عن الطائرات المسيرة من خلال مشروع “UAS-CheckPoint” الذي سيبدأ في ديسمبر 2025. ويهدف المشروع إلى إنشاء “عقد استشعار” موزعة ومتعددة الأنماط، تعمل كـ “نقاط تفتيش” يمكن تثبيتها على المباني أو الأعمدة أو المركبات، وتعمل بشكل مستقل عن الطاقة باستخدام بطاريات. وتجمع كل عقدة بين وحدات الصوت والفيديو ونظام الملاحة العالمي عبر الأقمار الصناعية (GNSS) ووحدة التعريف عن بعد (Remote-ID) مع وحدة حوسبة طرفية (Edge-Computing)، مما يتيح التحقق متعدد الحساسات من الأجسام الطائرة غير المأهولة في ما يسمى بـ “U-Space”.
وتشير الجمعية إلى أن هذا النهج له مزايا عديدة، منها إمكانية المراقبة الواسعة النطاق، حيث يمكن من خلال أجهزة الاستشعار الموزعة تتبع تحركات الطائرات المسيرة على مساحات كبيرة ولمسافات أطول. كما تعمل الأنظمة اللامركزية والمستقلة عن الطاقة بشكل مستقل عن البنية التحتية المركزية وتظل وظيفية حتى في حالة انقطاع شبكات الكهرباء والاتصالات.
ويتم تمويل هذا المشروع من قبل “الجمعية النمساوية لدعم الأبحاث” (Österreichischen Forschungsförderungsgesellschaft) ضمن برنامج “Take Off 2024”.



