نفق Brenner: مشروع عملاق تحت جبال الألب لتسهيل النقل بين النمسا وإيطاليا بكلفة 10 مليار يورو
فيينا – INFOGRAT:
في خطوة تاريخية تهدف إلى تسهيل حركة السفر ونقل البضائع بين دولتين أوروبيتين رئيسيتين، يجري حاليًا إنشاء أطول شبكة سكك حديدية تحت الأرض في العالم، بهدف تخفيف الازدحام المروري وتعزيز الربط بين النمسا وإيطاليا.
مشروع ضخم تحت جبال الألب
يمتد نفق قاعدة برينر، الذي تبلغ تكلفته 10 مليارات يورو، على طول 34 ميلًا تحت جبال الألب، ليشكل ممرًا حيويًا للسكك الحديدية عالية السرعة. من المتوقع أن يُحدث المشروع ثورة في السفر عبر الحدود، حيث سيربط بين مدينة Fortezza في إيطاليا ومدينة Innsbruck في النمسا، مرورًا بممر Brenner، وهو جزء رئيسي من الممر الاسكندنافي المتوسطي.
أهمية استراتيجية على المستوى الأوروبي
يعد المشروع جزءًا رئيسيًا من شبكة النقل عبر أوروبا (TEN-T)، وهي منظومة مترابطة من الطرق والسكك الحديدية والموانئ والممرات المائية تهدف إلى تحسين الربط بين دول الاتحاد الأوروبي. كما أن ممر برينر يشكل رابطًا تجاريًا أساسيًا بين ألمانيا وإيطاليا، وهما من أكبر الاقتصادات الأوروبية، إذ تمر عبره مليارات الدولارات من الواردات والصادرات سنويًا.
تحديات النقل الحالية والحاجة إلى النفق
حاليًا، يعتمد النقل في هذه المنطقة على خط سكة حديد قديم يعود تاريخه إلى ستينيات القرن التاسع عشر، إلى جانب طريق برينر باس السريع، الذي يُعد أحد أكثر الممرات الجبلية ازدحامًا في أوروبا. وفقًا لتقرير صادر عن صحيفة وول ستريت جورنال، يمر عبر هذا الطريق سنويًا 1860 مليون طن من البضائع، مما يؤدي إلى ازدحام مروري خانق.
حلول مستدامة للحد من الازدحام والتلوث
للتخفيف من الاختناقات المرورية وتقليل الانبعاثات الكربونية، قررت النمسا فرض قيود صارمة على مرور الشاحنات، شملت:
- حظر التنقل الليلي للشاحنات العابرة.
- تقييد حركة الشاحنات إلى 200 شاحنة في الساعة فقط.
- تقليل نقل البضائع عبر الطرق وتحويلها إلى السكك الحديدية.
ورغم هذه الإجراءات، ترى السلطات النمساوية أن الحل الجذري الوحيد يكمن في التحول من النقل البري إلى السكك الحديدية، وهو ما أدى إلى تطوير نفق قاعدة برينر، باعتباره حلاً مستدامًا طويل الأمد يهدف إلى تخفيف الاختناقات وتعزيز الاتصال عبر الحدود.
تحسينات كبيرة في السرعة والسعة
سيحدث النفق نقلة نوعية في النقل عبر جبال الألب، حيث سيتمكن القطارات من السير بسرعة تصل إلى 100 ميل في الساعة. وبمجرد تشغيله، سيتمكن الركاب من قطع الرحلة بين إيطاليا والنمسا في 45 دقيقة فقط بدلاً من ساعة ودقيقة.
كما سيؤدي المشروع إلى زيادة هائلة في سعة السكك الحديدية، حيث سيرتفع عدد القطارات اليومية من 260 إلى 660 قطارًا، مما يسمح بنقل كميات أكبر من البضائع بكفاءة أعلى.
موعد الانتهاء والتشغيل
يُعتبر نفق قاعدة برينر أحد أكبر مشاريع البنية التحتية في أوروبا، ومن المقرر اكتماله بالكامل بحلول عام 2032، ليشكل نقلة نوعية في قطاع النقل الأوروبي ويؤمن رابطًا أكثر كفاءة واستدامة بين الشمال والجنوب الأوروبي.



