واشنطن تبدأ فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على واردات الاتحاد الأوروبي واقتصاد النمسا مهدد بانخفاض 0.2%

فييناINFOGRAT:

دخلت الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة بنسبة 15% على العديد من الواردات القادمة من الاتحاد الأوروبي حيّز التنفيذ فجر الخميس، بحسب ما أعلن الرئيس الأمريكي Donald Trump على منصته Truth Social، في حين كانت المفوضية الأوروبية قد افترضت حتى اللحظة الأخيرة أن النسبة الجديدة ستطبَّق اعتبارًا من يوم الجمعة. واعتبر رئيس معهد البحوث الاقتصادية في النمسا WIFO، Gabriel Felbermayr، أن هذه الإجراءات التجارية الأمريكية ما تزال تنطوي على قدر كبير من عدم اليقين، إضافة إلى وجود العديد من الأسئلة المفتوحة، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

وبموجب القرار، تُفرض على معظم المنتجات الأوروبية، بما في ذلك السيارات، زيادة جمركية بنسبة 15%، وهي أقل مما هدد به Trump، لكنها تفوق بأضعاف النسبة التي كانت سارية لسنوات. أما الشركاء التجاريون الآخرون الذين لا تربطهم بالولايات المتحدة اتفاقيات تجارية، فتسري عليهم نسب رسوم مختلفة، فيما تجري مفاوضات مع عدد من الدول الأخرى.

ووفقًا لحسابات WIFO، يُتوقع أن تؤدي هذه الرسوم الأمريكية إلى خفض الناتج الاقتصادي المحلي على المدى القصير بنسبة تتراوح بين 0.1 و0.2%. وأوضح Felbermayr في برنامج Ö1-Mittagsjournal أن التأثيرات المباشرة على الاقتصاد يمكن تقديرها، لكن “عنصر عدم اليقين أصعب بكثير في القياس”، وقد يكون تأثيره الفعلي أكبر من المتوقع.

خلافات في تفسير الاتفاق
وأضاف Felbermayr أن الخلافات حول تفسير الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تدخل ضمن هذه الشكوك، مشيرًا إلى أنه ليس مؤكدًا ما إذا كان معدل الـ15% سيستمر على المدى الطويل أم أن الولايات المتحدة قد ترفعه لاحقًا، خاصة بعد أن هدد Trump مؤخرًا بزيادة النسبة ردًا على استثمارات الشركات الأوروبية في الولايات المتحدة.

إشكالية الرسوم المختلفة
وأشار إلى أن من بين المسائل غير الواضحة كيفية تعامل الولايات المتحدة مع الرسوم المختلفة المفروضة على عشرات الدول، مثل نسبة 39% على الواردات السويسرية. وتساءل: “ماذا عن السلع التي تدخل أوروبا من سويسرا بدون رسوم، ثم تُصدر إلى الولايات المتحدة وتُفرض عليها 15%؟ كيف سيحدد الأمريكيون ذلك؟”، مؤكدًا أن هناك الكثير من الأسئلة العالقة التي تُعد أساسية لتطبيق الرسوم.

ويرى خبراء أن غياب القواعد العملية قد يؤدي إلى إرهاق أجهزة الجمارك الأمريكية. ومع ذلك، توقع Felbermayr أن الفوضى في سلاسل الإمداد لن تكون كبيرة، إذ تمثل الولايات المتحدة نحو 15% فقط من حجم التجارة العالمية، بينما 85% من التجارة العالمية لن تتأثر بما وصفه بـ”فوضى ترامب”. وأضاف: “لن تكون الأمور بالسوء الذي شهدناه في جائحة كورونا، لكنها ستظل سيئة بما يكفي، خصوصًا أنها من صنع السياسة”.

كما حذّر من أن الحاويات قد تتكدس في الموانئ الأمريكية إذا علقت الشحنات بسبب غموض القواعد الجمركية، مما قد يضر بقدرة الشركات الأوروبية على المنافسة. وقال: “العواقب في أوروبا ستكون ملموسة، وأخشى أن تظهر أسرع مما يمكن للولايات المتحدة أن تتراجع فيه”.

توقعات باضطرابات لوجستية
من جانبه، قال المدير العام للاتحاد المركزي للشحن والخدمات اللوجستية، Oliver Wagner، في برنامج Ö1-Morgenjournal، إن قطاع النقل يتوقع “بالتأكيد اضطرابات”، وإن لم تكن بحجم “الفوضى الكبرى” التي حدثت في الأيام الأولى من Brexit، لافتًا إلى أن الكثير من الأسئلة العملية ما تزال بلا إجابة. وأوضح أن القواعد الانتقالية تسري حاليًا على البضائع العابرة، لكنه يتوقع “مشكلات كبيرة” في الأشهر المقبلة بسبب الضغط على أجهزة الجمارك الأمريكية، ما قد يؤدي إلى بقاء الشحنات في الموانئ.

وأشار إلى أن العديد من الشركات قامت في الأسابيع الماضية بزيادة مخزونها في الولايات المتحدة لتجنب النقص، وأن قطاع اللوجستيات والصناعة والتجارة قد استعد جيدًا، لكن غياب القواعد التفصيلية للرسوم الجمركية قد يعيق تنفيذها. واعتبر أن الضرر على الاقتصاد الأمريكي قد يكون كبيرًا، موضحًا أن البيانات الأولية تشير إلى أن حسابات Trump “لا تتحقق”. كما أشار إلى أن الاقتصاد العالمي يعاني منذ سنوات من حالة عدم استقرار، مؤكدًا أن قطاع الخدمات اللوجستية في النمسا يشغّل نحو 250 ألف شخص.

غياب الوضوح لصانعي السيارات الألمان
أفاد اتحاد صناعة السيارات الألماني VDA في بيان، الخميس، أن الاتفاق الأخير بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لم يجلب “أي وضوح أو تحسن” لقطاع السيارات، إذ ما تزال الرسوم القطاعية على قطع غيار السيارات تبلغ 27.5%. ودعا الاتحاد الاتحادَ الأوروبي إلى العمل بحزم على تنفيذ الاتفاق.

السويد تواصل التفاوض بشأن 39%
أما الحكومة السويسرية، وبعد فشلها في اللحظة الأخيرة في إلغاء الرسوم الأمريكية البالغة 39% على السلع السويسرية، فقد أعلنت أنها ستواصل التفاوض مع الولايات المتحدة. وقالت الرئيسة السويسرية Karin Keller-Sutter: “اقتصادنا تجاوز العديد من العواصف من قبل”.

من جهته، حذر اتحاد صناعة التكنولوجيا السويسري Swissmem على منصة X من سيناريو كارثي يهدد عشرات آلاف الوظائف، معتبرًا أن استمرار الرسوم عند 39% يعني عمليًا “انتهاء” صادرات القطاع إلى الولايات المتحدة. ووصف النائب عن الحزب الليبرالي الراديكالي Damien Cottier القرار بأنه “هجوم على سويسرا”.


مباشر لأحدث القصص

تعليق واحد

  1. لا يوجد شيء اسمه ترامب فقد تم خطفه وما تشاهدون الآن هوة بديل . لاحظوا الفرق لأن ترامب الاصلى بلطجى ومتعجرف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى