وزير الداخلية النمساوي: هجوم السوري في فيلاخ “إسلاموي مرتبط بتنظيم داعش”

أعلن وزير الداخلية النمساوي، جيرهارد كارنر، في مؤتمر صحفي يوم الأحد أن الهجوم الذي وقع في مدينة فيلاخ يُعتبر “هجومًا إسلامويًا مرتبطًا بتنظيم داعش”. وأوضح كارنر أن المهاجم، الذي يبلغ من العمر 23 عامًا وهو سوري الجنسية ويحمل إقامة في النمسا، قد “تطرف بسرعة عبر الإنترنت” وكان قد أدلى بتصريحات تشير إلى انتمائه لتنظيمات جهادية، وأضاف الوزير أن المهاجم كان قد أطلق هتافات “الله أكبر” أثناء تنفيذ الهجوم.

وبحسب صحيفة derstandard النمساوية، قال كارنر إن التحقيقات أظهرت أن المهاجم كان قد أقسم الولاء لتنظيم داعش أو إحدى المنظمات الجهادية الأخرى، كما أشار إلى أن هذا الهجوم يُعد ثاني هجوم إرهابي جهادي قاتل في النمسا، في الوقت نفسه، طالب الوزير بتوسيع صلاحيات السلطات المختصة في التحقيقات الإرهابية، كما أعلن عن خطط لتنفيذ “مراقبة جماعية شاملة” تشمل عمليات تفتيش للأشخاص في الأماكن العامة دون الحاجة لوجود اشتباه مسبق، بما يشبه قوانين الطوارئ.

تفاصيل الهجوم

وقع الهجوم في الساعة 15:55 يوم السبت في وسط مدينة فيلاخ بالقرب من الساحة الرئيسية، حيث بدأ المهاجم في طعن المارة عشوائيًا باستخدام سكين طول نصلها 10 سنتيمترات. من بين الضحايا، لقي شاب نمساوي يبلغ من العمر 14 عامًا مصرعه، بينما أصيب خمسة آخرون، منهم اثنان في الخامسة عشرة من العمر، وقد تم نقل ثلاثة منهم إلى المستشفى لتلقي العلاج في العناية المركزة، بينما تم علاج أحد الضحايا الآخر في المستشفى بحالة مستقرة، وكان من بينهم مواطن تركي.

إيقاف المهاجم

تمكن عامل توصيل سوري يبلغ من العمر 42 عامًا من إيقاف المهاجم بعد أن صدمه بسيارته، مما أوقفه عن متابعة الهجوم. وفقًا للشرطة، كان هذا التدخل حاسمًا في القبض على المهاجم في وقت قصير جدًا، حيث تم القبض عليه بعد مرور سبع دقائق فقط من أول مكالمة طوارئ تم تلقيها بشأن الهجوم، وتأكدت الشرطة من العثور على السكين المستخدمة في الهجوم ملقاة على الأرض بالقرب من مكان الحادث.

تفاصيل المهاجم ومخططه

وفقًا للتحقيقات الأولية، كان المهاجم يخطط لأن يُقتل على يد الشرطة، أفادت الشرطة أن المهاجم كان على ما يبدو مستعدًا للقبول بأن يتم إطلاق النار عليه من قبل قوات الأمن أثناء محاولته الهروب، كما أظهرت الصور التي تم التقاطها له قبل القبض عليه وهو يبتسم أثناء جلوسه على الأرض، مما يعزز الشكوك حول نواياه في الانتحار على يد الشرطة.

ردود فعل المسؤولين في النمسا

من جانب آخر، تقدم كل من وزير الداخلية النمساوي، جيرهارد كارنر، وحاكم ولاية كارنتن، بيتر كايسر، وعمدة مدينة فيلاخ، غونتر آلبيل، بتعازيهم إلى عائلة الضحية، وأكد كايسر في تصريحاته أن هذا الهجوم يمثل “طعنة في القلب” وضرورة اتخاذ “إجراءات صارمة” لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، وأضاف أن النمسا يجب أن تشهد “عواقب واضحة” لهذا النوع من الهجمات وأنه يجب على الحكومة اتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد الجناة.

كما شكر كايسر السوري الذي تدخل لوقف الهجوم وقال إن هذا التصرف يعكس كيف أن الإنسانية والإرهاب يمكن أن يتواجدوا في نفس الدولة، وأكد على ضرورة الوحدة في مواجهة مثل هذه التحديات، من جهة أخرى، دعا عمدة مدينة فيلاخ، غونتر آلبيل، إلى ضرورة محاسبة الجناة قائلاً: “يجب محاكمة هؤلاء الأشخاص واحتجازهم وترحيلهم”.

ردود فعل سياسية على الهجوم

في السياق نفسه، عبّر قادة سياسيون في النمسا عن استنكارهم للهجوم وأكدوا على ضرورة اتخاذ تدابير أشد ضد المتطرفين. فقد طالبت رئيسة حكومة ولاية النمسا السفلى، يوهانا ميكل-لايتنر، بأن تكون هذه الحادثة “رسالة صحوة” للنمسا، داعية إلى تطبيق “إجراءات صارمة ضد الذين يرفضون الاندماج”. من جانبه، وصف رئيس حزب “الحرية” النمساوي، هيربرت كيكل، الهجوم بـ “فشل النظام”، مشيرًا إلى أن هذه الحوادث كانت نتيجة لإخفاقات كبيرة في النظام الأمني، مؤكداً أن شابًا في فيلاخ دفع حياته ثمنًا لهذا الفشل.

أما الأمين العام لحزب (Neos)، دوغلاس هويوس، فقد عبّر عن صدمته وقال إن المجتمع يجب أن يتكاتف لضمان أمن وسلامة جميع الأشخاص في النمسا، وأكدت الأمين العام لحزب الخضر، أولغا فوغلور، على ضرورة تشديد قوانين الأسلحة في البلاد، داعية إلى محاكمة المهاجم “بحزم تام وفقًا للقانون”.

التحقيقات مستمرة

أعلنت الشرطة أنها تواصل تحقيقاتها في الحادث وتستمر في جمع الأدلة، وعلى الرغم من أن السلطات لم تؤكد بعد ما إذا كان الهجوم مرتبطًا بتنظيم داعش بشكل مباشر، إلا أن التحقيقات تشير إلى أن المهاجم كان متأثرًا بالأيديولوجية الجهادية عبر الإنترنت، ووفقًا للتقارير، كانت هناك عملية تفتيش أخرى في مدينة فيلاخ في يوم الأحد، حيث تم اعتقال شاب آخر للاشتباه في مشاركته في الهجوم، لكن التحقيقات أظهرت أنه لا علاقة له بالحادثة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى