وزيرة الخارجية النمساوية تحذر بكين: “عليكم تحمل المسؤولية واستخدام نفوذكم”
دعت وزيرة الخارجية النمساوية، بيات ماينل رايزينغر، يوم الجمعة، بكين إلى استخدام نفوذها على روسيا لوقف الحرب في أوكرانيا، وذلك خلال لقائها بنظيرها الصيني، وانغ يي، في فيينا.
وقالت ماينل رايزينغر في مقابلة حصرية مع وكالة “بلومبرج” إن على الصين إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانخراط في مفاوضات ووقف إمداد آلة الكرملين الحربية بالأسلحة، مضيفة أن “موقف الاتحاد الأوروبي هو الضغط من خلال العقوبات، وإذا جرى التحايل عليها فعلينا اتخاذ إجراءات”.
ويأتي هذا الموقف النمساوي في وقت يسعى فيه قادة أوروبيون وأمريكيون لفرض عقوبات إضافية على الصين والهند بسبب تعاملهما مع النفط الروسي. ونقلت “بلومبرج” عن مسؤولين أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ حلفاءه في مجموعة السبع استعداده لفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على البلدين، شريطة أن يحذو الاتحاد الأوروبي حذوه.
العلاقات الثنائية ومبدأ “صين واحدة”
خلال اللقاءات الثنائية مع كل من الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين ووزيرة الخارجية بيات ماينل رايزينغر، أكد الجانبان النمساوي والصيني على أهمية العلاقات بين البلدين، وضرورة الارتقاء بها إلى مستوى جديد.
وأكد فان دير بيلين التزام النمسا الراسخ بمبدأ “صين واحدة”، مشيرًا إلى أن هذا الموقف لن يتزعزع. كما أشاد الرئيس النمساوي بوعود الصين في مجال التنمية الخضراء ومكافحة تغير المناخ.
من جهتها، أكدت وزيرة الخارجية النمساوية أن بلادها ملتزمة بثبات بمبدأ “صين واحدة” وتتطلع إلى تعزيز الحوار البناء بين أوروبا والصين. كما رحبت بمبادرة الحوكمة العالمية التي طرحتها الصين، مؤكدة أن النمسا تدعم التعددية، والتجارة الحرة القائمة على القانون، وتعترض على ممارسات الهيمنة الأحادية.
واتفق الجانبان على أهمية استغلال الذكرى الـ55 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في العام المقبل، كفرصة لتعميق التبادلات والتعاون في مجالات مثل الاقتصاد، والتجارة، والاستثمار، والسياحة، إضافة إلى التنمية الخضراء.
تاريخ مشترك وتحديات دولية
استذكرت ماينل رايزينغر المساعدة التي قدمتها الصين لليهود النمساويين خلال الحرب العالمية الثانية، ووصفت مشروع التعاون في مجال الباندا بأنه “أحدث رمز للصداقة”. كما تطرق الوزيران إلى قضايا دولية أخرى مثل الأوضاع في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
ومن جانبه، أكد الوزير الصيني أن بلاده تولي أهمية كبيرة للعلاقات مع النمسا، وتثمن استمرارية سياستها تجاه الصين، مشيرًا إلى أن بلاده دعمت اليهود النمساويين خلال الحرب العالمية الثانية.
