وزيرة خارجية النمسا: لقاء ترامب وزيلينسكي “حاسِم” لأوكرانيا وأوروبا
أعلنت زعيمة حزب NEOS ووزيرة الخارجية النمساوية Beate Meinl-Reisinger يوم الاثنين في حوارها ضمن برنامج “Sommergespräche” على قناة ORF مع رئيس قسم الشؤون الداخلية Klaus Webhofer أن مشاركتها في الحكومة منذ عدة أشهر أثبتت أن الحزب قادر على تحمل المسؤولية وتنفيذ الإصلاحات، مؤكدة أنها اختارت طريقًا صعبًا مقارنة بالمعارضة لأنها ترى أن النمسا بحاجة إلى تغييرات عميقة، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
قالت Meinl-Reisinger إن من السهل على أي حزب البقاء في المعارضة لتجنب المسؤولية، لكن حزبها يتعامل بشكل مختلف، معتبرة أن تحمل المسؤولية تجاه الدولة يعكس نوعًا من “الوطنية”. وأشارت إلى أن تمثيل مصالح النمسا على الساحة الدولية يعد مهمة شرفية.
وبخصوص الأوضاع المالية، أوضحت أن الحكومة وجدت وضعًا صعبًا على المستويين الاقتصادي والميزاني، وأن دور حزبها هو “ترتيب الأمور” ووضعها في مسار سليم. واعتبرت أن NEOS يعد “محركًا للإصلاحات”، رغم أن بعض القضايا ذات طبيعة هيكلية والأزمة أعمق مما يظنه كثيرون.
كما أعلنت عن انعقاد حوار حكومي في سبتمبر المقبل بهدف وضع “ميثاق استقرار جديد” يفرض انضباطًا ماليًا على الحكومة والولايات والبلديات. وأكدت أنها تدعم الشراكة الإصلاحية في مجالات الطاقة والتعليم والصحة، لكنها أقرت بأن هذه التغييرات تحتاج وقتًا. وأشارت إلى أن تقليص الدعم سيستمر عبر عمل “فريق عمل” مختص.
وتطرقت إلى مسألة التمويل بين الدولة والولايات، ووصفت النظام الحالي بأنه “خطأ بنيوي في الفيدرالية النمساوية”، إذ يجمع الاتحاد الضرائب بينما تصرفها الولايات والبلديات. ورأت ضرورة تعزيز الاستقلالية الضريبية، لكنها اعترفت بأن الاتفاق في هذا الشأن ما زال بعيدًا.
كما شددت Meinl-Reisinger على ضرورة إصلاح نظام التقاعد، ووصفت النظام الحالي بأنه “جيد لكنه بات متقاعدًا بحد ذاته”. وأكدت أن حزبها يسعى إلى رفع سن التقاعد تدريجيًا بما يتناسب مع ارتفاع متوسط العمر، إضافة إلى تقوية الركيزتين الثانية والثالثة عبر “اتفاقية عامة لصناديق التقاعد”.
وفي ما يتعلق بملف التضخم، أكدت أن الحكومة اتخذت إجراءات لخفض أسعار الطاقة عبر قانون جديد لتعزيز المنافسة. وأشارت إلى أن ما يسمى “Österreichaufschlag” على أسعار المواد الغذائية يجب معالجته أيضًا، لكنها رفضت التدخل المباشر في الأسعار، مفضلة إجراءات مثل تعليق التعديلات التلقائية للأسعار.
أما في مجال التعليم والاندماج، فأعلنت أن المدارس الصيفية الإلزامية ستبدأ العام المقبل للأطفال الذين لا يمتلكون مستوى كافٍ في اللغة الألمانية، مؤكدة أن تعلم اللغة شرط أساسي للاندماج وأن الاعتماد على الطوعية في هذا المجال غير كافٍ.
وتحدثت الوزيرة عن عملها الجديد في وزارة الخارجية، ووصفت تجربتها بأنها “تغيير شخصي كبير”، لكنها أشادت بالخبرة الواسعة في وزارتها. وأكدت أن أولويتها هي تعزيز مكانة النمسا عالميًا والدفاع عن أوروبا كقوة فاعلة.
وفي ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، علقت على لقاء الرئيس الأمريكي Donald Trump والرئيس الأوكراني Volodymyr Selenskyj، واعتبرت أن الضغوط على روسيا ضرورية عبر “عقوبات قوية” لإجبار الرئيس الروسي Vladimir Putin على التفاوض. وأكدت أن “الحدود لا يمكن أن تُرسم في ساحة المعركة، ولا يحق لأحد غير أوكرانيا تقرير شروطها”.
كما أعادت التأكيد على دعمها لـ اتحاد أوروبي قوي، موضحة أن القارة لا يمكن أن تظل معتمدة في أمنها على واشنطن، وفي طاقتها على موسكو، وفي سلاسل إمدادها على بكين. وانتقدت سياسة Trump الجمركية ووصفتها بأنها “خسارة للطرفين”، مؤكدة أن حزبها يؤمن بالازدهار من خلال التجارة الحرة والعادلة.
أما بشأن الشرق الأوسط، فقد شددت على أن النمسا تقف إلى جانب إسرائيل بعد هجوم حركة حماس، لكنها أوضحت أن موقفها يتضمن أيضًا دعم “حل الدولتين”. ووصفت الوضع الإنساني في غزة بأنه “كارثي”، مؤكدة أن السلام لن يتحقق إلا إذا ضُمنت مستقبلًا آمنًا للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.
وفي ختام التغطية، أشارت تحليلات في برنامج ZIB2 إلى أن Meinl-Reisinger ظهرت بليغة وواثقة في أول حوار لها كوزيرة. واعتبر المحلل السياسي Peter Filzmaier أن حديثها عن ضرورة تطوير مفهوم الحياد والاعتماد الأوروبي على ذاته كان في محله، فيما أشارت الصحفية Maria Zimmermann إلى أن كون NEOS حزبًا صغيرًا في الحكومة يفرض عليه أحيانًا التنازل عن وتيرة الإصلاحات.



