وزيرة شؤون المرأة ووزيرة العدل في النمسا تعلقان على جريمة مقتل سورية وابنتها وحشرهن في ثلاجة
شهدت النمسا موجة من الإدانة والاستنكار على المستوى السياسي الرسمي بعد اكتشاف جريمة قتل مروعة في مدينة إنسبروك، حيث عُثر على جثتي امرأة سورية (34 عاماً) وابنتها (عشر سنوات)، اللتين كانتا مفقودتين منذ يوليو 2024، مخبأتين داخل مجمدتين خلف جدار في شقة بالمدينة، وأصدرت وزيرة شؤون المرأة، Eva-Maria Holzleitner (SPÖ)، ووزيرة العدل، Anna Sporrer (SPÖ)، بياناً لوكالة الأنباء النمساوية (APA) أعربتا فيه عن “صدمتهما” الشديدة من الحادثة، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
تأكيد على “نظام قاسٍ” وظاهرة قتل الإناث
واعتبرت الوزيرتان أن جريمة القتل المزدوجة المزعومة تمثل “نهاية مفاجئة ووحشية لحياتي شخصين” وتكشف عن “نظام قاسٍ” يهدد المجتمع.
وقالت الوزيرتان في تصريحهما: “تُقتل النساء والفتيات بسبب حقيقة أنهن نساء وفتيات”. وأكدتا أن جرائم قتل النساء (Femizide) هي مشكلة عميقة ومتجذرة في المجتمع بأكمله. وتعهدت الوزيرتان بأن الحكومة الاتحادية عازمة على مواجهة هذه الظاهرة بشكل حاسم، مشيرتين إلى الالتزام بخطة العمل الوطنية لمكافحة العنف ضد المرأة.
مطالب بتعزيز الحماية من قبل الخضر في تيرول
كما انضم حزب الخضر (Tiroler Grünen) في تيرول إلى التنديد، واصفاً الحادثة في بيان له بأنها “جريمة قتل نساء مزدوجة ومروعة”.
وقالت المتحدثة باسم شؤون المرأة، Landtagsabgeordnete Zeliha Arslan: “يجب ألا يقتصر الأمر على الصدمة والحزن، بل يجب علينا أن نتصرف أخيراً. مثل هذه الجرائم لا تحدث في فراغ”.
وطالب حزب الخضر بـ:
- تعزيز الدعم المالي لحماية ضحايا العنف ومراكز إيواء النساء.
- توفير أماكن إقامة آمنة للنساء والأطفال المعرضين للخطر.
- تخصيص مزيد من الموارد للشرطة والقضاء.
- زيادة الوعي المجتمعي حول “العنف الأبوي” (patriarchale Gewalt).
تفاصيل الجريمة المروعة
تأتي هذه التصريحات في أعقاب العثور على جثتي الضحيتين، وهما سيدة سورية (34 عاماً) وابنتها (عشر سنوات)، في شقة بمدينة إنسبروك. وقد تم توجيه “اشتباه قوي بالقتل” لرجلين نمساويين، يبلغان من العمر 55 و53 عاماً (زميل عمل الضحية وشقيقه).
وقال المتحدث باسم النيابة العامة، Hansjörg Mayr، إن الرجلين يخضعان للحبس الاحتياطي. وهما غير معترفين بالقتل، لكنهما أقرّا بإخفاء الجثتين والتستر على الحادثة، حيث ادعى أحدهما أن ما حدث كان “حادثاً”.
وكشفت التحقيقات التي أجراها مكتب التحقيقات الجنائية في تيرول أن المشتبه بهما كانا قد استأجرا غرفة تخزين ووضعوا فيها مجمدة قبل اختفاء الضحيتين. وتم العثور على الجثتين، اللتين كانتا مفقودتين منذ يوليو 2024، مخبأتين بـ “احترافية” داخل المجمدتين خلف جدار Rigipswand أُنشئ خصيصاً في شقة المشتبه به (53 عاماً).
وأكدت رئيسة مكتب التحقيقات الجنائية بالولاية، Katja Tersch، صعوبة تحديد سبب الوفاة نظراً لحالة تحلل الجثث، مما يستدعي مزيداً من فحوصات الطب الشرعي لتوضيح الملابسات. وأشار Mayr إلى أن المؤشرات، مثل التجهيز المسبق للمجمدة، ترجح أن الجريمة كانت مُخططاً لها. ولا تزال التحقيقات مستمرة.



