أكشاك النقانق في فيينا من الشوارع إلى تراث عالمي معترف به من اليونسكو

حظيت أكشاك النقانق في فيينا بتقدير عالمي جديد، بعد أن أدرجتها اليونسكو كتراث ثقافي غير مادي، وتم التأكيد على هذا الحدث يوم الأربعاء في بيان رسمي صادر عن المدينة، حيث أشار إلى أن اليونسكو لم تقتصر على الاعتراف بالأكشاك فحسب، بل شمل ذلك أيضًا العروض المقدمة من الأكشاك، وأجواء المكان، والمفردات الفريدة التي نشأت حول هذه الأكشاك، مثل “هاسة” (النقانق المدخنة)، و”كروكودو” (خيار مخلل أو خيار ديلكيتاسيوني)، و”أوشبفيرل” (فلفل حار).

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أعرب عمدة فيينا، ميشيل لودفيغ (من الحزب الاشتراكي النمساوي – SPÖ)، عن سعادته الكبيرة بهذا الاعتراف، قائلًا: “إن أكشاك النقانق في فيينا ليست مجرد أماكن للتمتع بالمأكولات، بل هي أيضًا رموز حية لأسلوب الحياة الفينيي.” وأضاف أن تصنيف الأكشاك كتراث ثقافي غير مادي يسلط الضوء على أهمية هذه الأماكن كمراكز اجتماعية وأماكن للقاءات واحتفال بالتنوع الثقافي في المدينة.

وأشاد والتر روك، رئيس غرفة التجارة في فيينا، بالاعتراف الذي منحته اليونسكو للأكشاك، مؤكدًا أنها تمثل جزءًا أساسيًا من هوية فيينا، مثل المقاهي التقليدية وأماكن النبيذ، وأوضح أن الأكشاك أصبحت أيضًا مراكز اجتماعية تتخطى الحدود الاجتماعية، حيث يقصدها العديد من العاملين بشكل يومي.

أما بالنسبة لمالكي الأكشاك، فقد كانت الأجواء احتفالية، كما قال “رينه” صاحب أحد الأكشاك الشهيرة في ساحة شوارزينبرغ: “لقد جلب بيتزينغر (أحد أصحاب الأكشاك المعروفة قرب الألبيرتينا) زجاجة شامبانيا كبيرة للاحتفال” وأضاف أنه تم تقديم النقانق الشهيرة “كايزكرينر” مع الجبن، مع الإشارة إلى أن هذه الأنواع من المأكولات تعتبر من الأطعمة المفضلة في هذه الأجواء.

ويعود تاريخ أكشاك النقانق في فيينا إلى فترة الحكم الإمبراطوري، حيث كانت الأكشاك المتنقلة توفر مصدر دخل للمحاربين القدامى، ومنذ عام 1969، عندما تم السماح بإنشاء الأكشاك في مواقع ثابتة، أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية في فيينا، وتعد أكشاك النقانق مواقع اجتماعية حيث يلتقي الجميع، من الزوار الذين يأتون بعد زيارة دار الأوبرا إلى العمال الذين يبحثون عن وجبة سريعة.

لم تقتصر شهرة أكشاك النقانق على الشوارع فقط، بل أصبحت جزءًا من الثقافة الأدبية في فيينا، حيث ظهرت في أعمال الأدباء مثل فريدريش توربيرغ في “التيتة جوليش”، وHC آرتمان في “في ظل النقانق”، و إليزابيث T. سبيرا في “قصص الحياة اليومية”. وفي الوقت نفسه، يُعد “كشك ليون” في حي دوبلينغ، الذي افتتح في عام 1928، أقدم كشك لا يزال مفتوحًا حتى اليوم.

على الرغم من أن الأكشاك أصبحت الآن جزءًا من التراث الثقافي غير المادي، إلا أن البعض يرى أن السياح فقط هم من سيطلبون “إيتريجة مع غيشيسن (خردل حلو)، وبوغل (شريحة خبز)، وبليتش (علبة بيرة)”، وهو تعبير يبدو أنه مأخوذ من البحث المبالغ فيه على الإنترنت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى