الرئيس النمساوي ينتقد “العمى الأوروبي” تجاه إفريقيا ويشيد بغياب الإرث الاستعماري
فيينا – INFOGRAT:
دعا الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلن إلى تعزيز الحضور النمساوي في إفريقيا، منتقدًا محدودية التمثيل الدبلوماسي لبلاده هناك، وذلك في ختام اليوم الأول من زيارته الرسمية إلى جنوب إفريقيا، التي بدأها الخميس، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
أشار فان دير بيلن إلى أن السفارة النمساوية في بريتوريا تغطي عشر دول إفريقية، معلقًا بالقول: “في إفريقيا، مع هذه المسافات، كيف يمكن أن ينجح ذلك؟ لا يمكن أن يستمر الأمر على هذا النحو”.
ومن المرتقب أن يُستقبل فان دير بيلن يوم الجمعة من قبل نظيره الجنوب إفريقي Cyril Ramaphosa في العاصمة Pretoria، حيث سيُعقد اجتماع ثنائي مطوّل نسبيًا لمدة 30 دقيقة، وهو زمن يعتبر طويلاً بالمقاييس الدبلوماسية الدولية، كما ستُعقد مباحثات موسعة بحضور عدد من وزراء الحكومة الجنوب إفريقية.
وقد عبّر فان دير بيلن عن أسفه لغياب أي من الوزراء النمساويين عن مرافقته في هذه الزيارة، قائلاً: “من المؤسف أن جميع وزرائنا، لسبب أو لآخر، كانوا غير متاحين في هذا التوقيت”.
انتقاد لقصور النظرة الأوروبية تجاه إفريقيا
في سياق حديثه مع الصحفيين، وجّه الرئيس النمساوي انتقادًا عامًا لما وصفه بـ”العمى” الأوروبي تجاه القارة الإفريقية. وأوضح أن أوروبا تتابع الأحداث في الدول العربية أو في منطقة الساحل فقط عندما تحدث انقلابات، بينما يُترك باقي القارة دون اهتمام حقيقي، مضيفًا: “ما عدا ذلك، فكل ما يصلنا من إفريقيا يحدث صدفة”.
وأكد أن لبلاده ميزة وعيبًا في آنٍ واحد في تعاملها مع إفريقيا، فهي لم تكن في أي وقت قوة استعمارية، وهو ما يُجنّبها الإرث الاستعماري المعقد، لكنه قد يحدّ من فرص بناء علاقات تلقائية كما يحدث مع دول مثل فرنسا. وقال في هذا السياق: “لدينا ميزة في أننا لسنا دولة استعمارية، وهذا يمكن أن يُعدّ نقطة إيجابية لصالحنا”.
زيارة مؤجلة منذ سنوات
وكان فان دير بيلن قد وصل صباح الخميس إلى مطار Johannesburg، حيث بدأ جولته بزيارة منشأة لإعادة التدوير تابعة لشركة نمساوية من ولاية Vorarlberg، تلاها زيارة لمنزل الزعيم الراحل Nelson Mandela في حي Soweto، كما زار مدرسة موسيقية للأطفال أسسها نمساوي في المنطقة.
وتُعد هذه الزيارة هي الأولى من نوعها لرئيس دولة نمساوي إلى جنوب إفريقيا. ويرافقه فيها وفد يضم زوجته Doris Schmidauer، إلى جانب وفد اقتصادي وثقافي يضم نائبة رئيس غرفة الاقتصاد النمساوية Martha Schulz، ومديرة متحف Belvedere الفني Stella Rollig، إضافة إلى الأمين العام لوزارة الخارجية Nikolaus Marschik.
وأشار فان دير بيلن في حديثه للصحفيين إلى أن هذه الزيارة كانت قد اتُّفق عليها مع Ramaphosa قبل سبع سنوات على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، غير أنها تأجلت مرتين بسبب جائحة كورونا: الأولى بسبب تفشي الفيروس في جنوب إفريقيا، والثانية بسبب الوضع الصحي في النمسا.
اتفاقيات وشراكة اقتصادية
ومن المقرر عقب اللقاء مع Ramaphosa يوم الجمعة توقيع مذكرتي تفاهم، الأولى تتعلق بالتعاون القنصلي، والثانية ببرامج التدريب المهني والتلمذة الصناعية. كما سيشارك فان دير بيلن في منتدى اقتصادي يُعقد على هامش الزيارة.
هذا، وستواصل البعثة النمساوية زيارتها خلال يومي السبت والأحد في Cape Town، حيث تشمل الجولة لقاءات إضافية في مجالات الاقتصاد والثقافة.وتُعد جنوب إفريقيا الشريك التجاري الأهم للنمسا في القارة الإفريقية، إذ تستحوذ على نحو ثلث حجم التبادل التجاري النمساوي مع إفريقيا.



