السجن 15 عامًا لسوري وشركائه أدار شبكة حوالة لتمويل تهريب البشر عبر مطعم مشهور في فيينا

أصدر القضاء النمساوي حكمًا بالسجن 15 عامًا على سوري يبلغ من العمر 41 عامًا، بعد إدانته بإدارة مكتب تمويل دولي لعصابات تهريب البشر داخل مطعم للوجبات السريعة في حي أوتاكرينغ (Ottakring) في فيينا، باستخدام نظام التحويل المالي المعروف بـ”الحوالة” (Hawala)، فيما أُدين شقيقه وشريكته أيضًا بجرائم عنف واغتصاب، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

أعلنت المحكمة الجنائية الإقليمية يوم الجمعة أن المدان الرئيسي، وهو سوري الجنسية، استخدم مطعمه واجهةً لتسيير معاملات مالية لعصابات تهريب دولية، حيث تمّت تسوية مئات من رحلات التهريب من خلال هذا النظام غير الرسمي. وذكرت المحكمة في حيثيات الحكم أن “اسمه أو اسم مطعمه يرد في جميع ملفات التهريب تقريبًا في فيينا”.

إدانة الشريك وشقيقة المتهم بجرائم أخرى

وقد حكم على شقيق المتهم، الذي يصغره بأربع سنوات، بالسجن لمدة ثمانية أعوام، وعلى شريكة حياته البالغة من العمر 45 عامًا بالسجن ست سنوات، وذلك بعد إدانتهما بارتكاب جريمة اغتصاب وجريمة إيذاء بدني خطير. ولا تزال الأحكام غير نهائية.

“الحوالة”: نظام تحويل غير مصرفي

وفقًا لما أوضحه الدفاع، فإن نظام “الحوالة” يُعد آلية مالية شبيهة بتحويلات Western Union، حيث يقوم العميل بدفع مبلغ نقدي إلى وسيط يُعرف بـ”Hawaladar”، والذي بدوره يتواصل مع Hawaladar آخر في الخارج لتسليم المبلغ إلى المستلم باستخدام رمز خاص. ويحصل كل وسيط على عمولة مقابل خدمته.

ملايين اليوروهات تم تهريبها نقدًا

أشارت النيابة العامة إلى أن الثلاثي – وهم من أصول سورية – كانوا يديرون المطعم في حي Ottakring، لكن أرباحهم الرئيسية جاءت من خلال إدارة نظام الحوالة. ووفقًا للتحقيقات، جرت عبر هذا النظام تحويلات مالية لتمويل مئات من عمليات تهريب البشر بين أغسطس 2021 ونهاية مارس 2024. وفي الربع الأول من عام 2023 فقط، قام سُعاة نقل نقدي تابعون للمتهمين بـ21 رحلة نقلوا خلالها “عدة ملايين من اليوروهات نقدًا”، وقد خُزّن قسم من هذه الأموال في منزل المتهمة في حي Floridsdorf، بحسب الادعاء العام.

وأكد الادعاء أن المتهم البالغ من العمر 41 عامًا، والذي كان يدير المطعم بشكل علني، هو “رئيس الشبكة”، فيما وصف شقيقه وزوجته الثانية بأنهما “اليد اليمنى” له. من جانبهم، أنكر المتهمون الثلاثة جميع التهم الموجهة إليهم، وزعموا عدم علمهم بأن المعاملات كانت مرتبطة بعمليات تهريب بشر.

اتهامات إضافية تشمل التعذيب والابتزاز

شملت لائحة الاتهام كذلك تهمًا بارتكاب جرائم اغتصاب، وإيذاء بدني جسيم، وابتزاز شديد. وذكرت النيابة أن الثلاثة قاموا بتعذيب ساعٍ مالي في مارس 2024 بعد أن فشل في إيصال مبلغ 355,000 يورو من ألمانيا إلى فيينا، إثر تعرّضه – بحسب روايته – لعملية سطو على الطريق السريع A22 قرب Stockerau على يد مجهولين.

لكن عندما عاد الرجل إلى Floridsdorf بعد منتصف الليل خالي الوفاض، لم يصدق المتهمون روايته، وبدؤوا في تعذيبه لاستخلاص “اعتراف” بأنه اختلس المبلغ، بحسب ما أوردته النيابة خلال المحاكمة. وفيما أنكرت المتهمة مشاركتها في تعذيب الساعي، أقر المتهمان الآخران بارتكابهما “أعمال عنف شديدة” بحقه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى