النيابة تكشف دوافع هجوم فيلاخ: إرهاب منفرد بدافع الانضمام لداعش

في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي وقع في مدينة فيلاخ يوم السبت الماضي، والذي أسفر عن مقتل مراهق يبلغ من العمر 14 عامًا وإصابة خمسة آخرين بجروح خطيرة، تم فتح تحقيقات موسعة من قبل السلطات النمساوية. تم تقديم طلب للاحتجاز الاحتياطي بحق المهاجم، وهو شاب سوري يبلغ من العمر 23 عامًا، وذلك في إطار التحقيقات التي تُجرى لتحديد ملابسات الجريمة ودوافعها. في الوقت الحالي، يتم علاج ثلاثة من المصابين في وحدة العناية المركزة، ووفقًا لما ذكرته المستشفى، فإن حالتهم مستقرة.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، بحسب التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة العامة، يظهر أن المهاجم عمل بمفرده، ويعتقد أنه كان يخطط لتنفيذ الهجوم بمفرده دون أي مساعدة من آخرين. بعد اعتقاله، أدلى المهاجم بتصريحات تشير إلى أن هدفه كان قتل “رجال في سن القتال”، كما أشار إلى أن دوافعه كانت مرتبطة بمعتقداته المتطرفة، في التحقيق، لم تُكشف أي أدلة على وجود شركاء في الجريمة أو على أن المهاجم كان ينوي تنسيق الهجوم مع آخرين.

التحقيقات في الأدلة المادية

تم العثور على هاتف المهاجم خلال التحقيق، حيث أجريت فحص مبدئي للمحتويات الموجودة على الجهاز، من خلال الفحص الأولي، اكتشف المحققون أن المهاجم كان قد تعرض للتأثير الفكري عبر منصة “تيك توك”، حيث تبين أنه كان يشاهد مواد دعائية لتنظيم (داعش) كذلك، تم العثور على فيديو مسجل للمهاجم يعلن فيه انضمامه إلى التنظيم الإرهابي، الفيديو كان محفوظًا على جهازه ولم يتم إرساله إلى أي جهة أخرى، ولكن من خلال تصريحات المهاجم عقب اعتقاله، تبين أن هدفه كان قتل أكبر عدد من الأشخاص حتى يُقتل على يد الشرطة، وأوضح المهاجم أن خطة الهجوم كانت تشمل الاستمرار في طعن الناس حتى يتم تصفيته من قبل الشرطة، ومن ثم يتم إرسال الفيديو الذي سجله إلى الجهات المعنية.

في التحقيقات المبدئية، لم يتم العثور على أي اتصالات عبر الإنترنت بين المهاجم وأفراد آخرين من مؤيدي تنظيم “داعش” أو أي مجموعات متطرفة أخرى، ومع ذلك، يبقى أن ننتظر نتائج الفحص الكامل لبيانات الهاتف المحمول لمعرفة ما إذا كانت هناك أي اتصالات أو تنسيق مع آخرين لم يتم اكتشافه في البداية.

التحقيقات النفسية

أوضحت النيابة العامة أنه لا توجد حاليًا أي مؤشرات تشير إلى وجود مرض نفسي لدى المهاجم قد يعفيه من المسؤولية الجنائية، وخلال استجوابه، أجاب المهاجم على جميع الأسئلة بشكل واضح ومنظم، مما يُظهر أنه كان في حالة عقلية سليمة عند ارتكابه الجريمة، وفقًا للمتحدث باسم النيابة العامة ماركوس كيتس، لم تُظهر أي فحوصات نفسية أولية أو تصريحات من قبل الجيران أو المقربين أي دليل على أن المهاجم كان يعاني من اضطراب عقلي، ومع ذلك، واعتبارًا لخطورة الجريمة، قررت النيابة العامة طلب إجراء فحص نفسي شامل للمهاجم، وهو أمر شائع في التحقيقات المتعلقة بجرائم القتل العمد.

التحقيقات حول دوافع الجريمة

في إطار التحقيقات، أجاب المهاجم عن الأسئلة المتعلقة بدوافعه، وأوضح أنه استهدف “رجال في سن القتال” فقط، بناءً على تفسيره لتوجيهات تنظيم “داعش”، الذي يحرّم العنف ضد النساء والمسنين. وأوضح في استجوابه أنه كان يلتزم بتوجيهات التنظيم في هذا الصدد. كما أشارت النيابة العامة إلى أنه لم يتم العثور على أي دليل يثبت أن المهاجم كان يعاني من مرض نفسي يعطل قدرته على فهم العواقب القانونية لأفعاله أو يؤثر على سلوكه الإجرامي.

السجل الجنائي والمهاجم

المهاجم كان قد حصل على حق اللجوء في النمسا في يناير 2021، بعد أن قدم طلب لجوء في سبتمبر 2020. وفقًا لمصادر من المكتب الفيدرالي للهجرة واللجوء (BFA)، فإن المهاجم كان قد وصل إلى النمسا من سوريا بسبب خوفه من التجنيد العسكري في بلاده، وادعى أنه كان يخشى أن يُجبر على ارتكاب جرائم حرب إذا التحق بالجيش. وقد أظهرت إحصائيات من العام 2021 أن حوالي 78% من طلبات اللجوء المقدمة من السوريين تم قبولها. لا توجد معلومات عن أي سوابق جنائية أو أحكام سابقة ضد المهاجم في النمسا.

ومع ذلك، تشير التحقيقات إلى أن المهاجم كان قد قضى عقوبة بديلة في ألمانيا في عام 2024، بعد أن ارتكب جريمة إدارية تتعلق باستخدام وثيقة مزورة، وهو ما أدى إلى فرض غرامة مالية لم يدفعها، مما أدى إلى سجنه لفترة قصيرة.

التحقيقات في الإجراءات القانونية

بعد الهجوم، بدأ المكتب الفيدرالي للهجرة واللجوء (BFA) إجراءات سحب اللجوء من المهاجم، وهو إجراء قانوني يتم تفعيله عندما يرتكب حامل اللجوء جريمة خطيرة. وفقًا للقوانين النمساوية، يتم إطلاق إجراءات سحب اللجوء في حال ارتكاب جرائم من قبل اللاجئين، ولكن لا يمكن تنفيذ هذا القرار إلا بعد صدور حكم قضائي نهائي يدين المهاجم بارتكاب جريمة شديدة.

في الوقت الحالي، لا يزال التحقيق جارياً في ملابسات الحادث وفي دوافع المهاجم، كما أن البيانات المأخوذة من هاتفه ستخضع لفحص دقيق لتقديم مزيد من المعلومات حول خلفية الهجوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى