الهيئة الإسلامية تجبر حاكمة النمسا السفلى على سحب تصريح معادي للإسلام

أثار تصريح رئيسة حكومة النمسا السف يوهانا ميكل-لايتنر (من حزب الشعب النمساوي ÖVP)، حول الحاجة إلى اتخاذ إجراءات “في محاربة الإسلام” استنكارًا واسعًا من قبل المسلمين في النمسا، وذلك في مقابلة على قناة ORF يوم الأحد.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، قالت ميكل-لايتنر إن الناس لا يفهمون ضرورة إجراء انتخابات جديدة، وأنه يجب الأخذ في الاعتبار أن “النمسا تمر بفترة صعبة، ومن المهم اتخاذ تدابير محددة من أجل الانتعاش الاقتصادي وكذلك في محاربة الإسلام” وقد تم بث المقابلة أيضًا في نشرة ZIB1.

ردًا على هذا التصريح، أصدرت الهيئة الإسلامية في النمسا (IGGÖ) بيانًا يوم الأحد، أكد فيه رئيس الجمعية، أمويت فورال، أن هذه التصريحات تتطلب “تصحيحًا واضحًا وصريحًا” إذا كان الحديث مجرد زلة لسان. وأشار فورال إلى أن التصريح إذا كان صحيحًا يشكل “تجاوزًا خطيرًا للحدود، حيث يتم تشويه سمعة المسلمين في النمسا بشكل عام، وتعرضهم للتمييز، مما يجعلهم هدفًا للكراهية والعنف”. وأضاف أن التعبير “محاربة الإسلام” ليس فقط تعبيرًا عامًا وازدرائيًا، بل هو أيضًا هجوم مباشر على كرامة أكثر من 700,000 مسلم في النمسا.

وذكر فورال أنه تم رصد زيادة في الهجمات المعادية للمسلمين في الأشهر الأخيرة، والتي لا تقتصر فقط على المسلمون في الحياة اليومية، بل تشمل أيضًا تهديدات مباشرة ضد الهيئة الإسلامية في النمسا كمنظمة تمثل المسلمين في البلاد.

وشدد فورال على أن هذا النوع من الخطاب “غير لائق” ويساهم في تقسيم المجتمع ويعزز الروايات المتطرفة التي يجب على المجتمع محاربتها معًا. وأكد أن هذه التصريحات في هذه الأوقات السياسية المشحونة تتطلب “اختيار كلمات تعكس المسؤولية، بدلاً من استخدام الدين لأغراض حزبية”.

وفي تصريح خاص لـ INFOGRAT طالب الاستشاري الدكتور تمام الكيلاني طبيب عيون رئيس جمعية الأطباء والصيادلة النمساويين-العرب بتقديم اعتذار علني عن هذا الخطأ الجسيم،

وقال في بريد أرسل للحاكمة وحصلت INFOGRAT على نسخة منه، ببالغ الأسف وخيبة الأمل تابعت مقابلتكم على التلفزيون النمساوي. لم أكن أتوقع على الإطلاق أن تصدر عنكم تصريحات على أنها معادية للإسلام.

لقد عملت كطبيب عيون لأكثر من 40 عامًا وأخدم هذا البلد بكل إخلاص. وكمسلم، لم أقم خلال مسيرتي المهنية كلها بالتمييز بين مرضاي – سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهودًا أو بوذيين.

وبصفتي رئيسًا لجمعية الأطباء والصيادلة النمساويين-العرب، التي تمثل أكثر من 400 طبيب وطبيبة يعملون في المستشفيات أو العيادات النمساوية ويحملون الجنسية النمساوية، أود أن أعرب عن رفضي الشديد لتصريحكم المتعلق بمحاربة الإسلام، أطالبكم بتقديم اعتذار علني عن هذا الخطأ الجسيم.

ومن جانبه، أعرب رئيس “مبادرة المسلمين النمساويين” (IMÖ) طرفة بغجاتي عن استيائه من تصريحات ميكل-لايتنر، مطالبًا عبر فيسبوك يوم الإثنين “بتقديم اعتذار واضح بعد هذا التصريح المسيء.

في وقت لاحق، ردت ميكل-لايتنر في بيان مكتوب أرسلته إلى مكتب ORF في النمسا السفلى، قائلة: “بالطبع، المقصود هنا هو الإسلام السياسي”، وأضافت أنها تعمل منذ سنوات ضد “التطرف الناتج عن الإسلام السياسي”، وتستهدف “أولئك الذين يسيئون استخدام الدين لأغراض سياسية، وأولئك الذين يسعون لبناء مجتمعات موازية، وأولئك الذين يثيرون الفتن والكراهية” وأكدت أن العديد من المهاجرين في النمسا “يضعون دينهم فوق قوانيننا وعاداتنا”، وقالت: “أنا لا أقبل بذلك” وأضافت أنه لا يمكن “التحدث مع هؤلاء الذين يرفضون الاندماج”، وأن الحل يكمن في “فرض عقوبات صارمة ومستمرة” عليهم، داعية الحكومة المقبلة إلى تشديد القوانين في هذا السياق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى