جامعة فيينا: كبار السن في العالم الغربي يواجهون خطرًا صحيًا متزايدًا بسبب استهلاك الكحول

فيينا – INFOGRAT:
أظهرت دراسة قام بها علماء من فيينا أن كبار السن يستهلكون المزيد من الكحول مقارنةً بالأشخاص الأقل نشاطًا بدنيًا، حيث يُشكل استهلاك الكحول المفرط، خاصة في مراحل العمر المتقدمة، مشكلة صحية متزايدة في العالم الغربي.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، تُظهر الدراسة التي أجرتها سابين ويبر من القسم السريري للصحة النفسية الاجتماعية في جامعة فيينا الطبية (مستشفى AKH) وزملاؤها، أن “تواتر سوء استخدام الكحول بين كبار السن في تزايد. هذه الفئة العمرية بشكل خاص تكون عرضة للتأثيرات السلبية للكحول. وعلى الرغم من قلة المعرفة بعوامل الوقاية، تم النظر في النشاط البدني كعامل حماية محتمل”، كما كتبوا في مجلة European Psychiatry.
قامت الفرق البحثية بتحليل بيانات 3133 مشاركًا من دراسة دولية كبيرة عبر 13 دولة، حيث تراوحت مدة المراقبة بين خمس إلى ست سنوات. كان متوسط أعمار المشاركين عند بداية الدراسة 54 عامًا، وكان 54.4% منهم من النساء.
النشاط البدني يؤدي لزيادة استهلاك الكحول بين كبار السن
بينما يُمكن أن يكون النشاط البدني مفيدًا في علاج الإدمان من خلال العلاج السلوكي، فإن ارتباط العوامل الحياتية مثل النشاط البدني مع استهلاك الكحول لدى كبار السن يظهر صورة مغايرة، ففي بداية الدراسة، أظهرت النتائج وجود “ارتباط إيجابي” بين النشاط البدني وتواتر شرب الكحول.
أدى النشاط البدني المعتدل إلى زيادة استهلاك الكحول بمعدل 1.9 مرة مقارنة بعدم النشاط، بينما ارتفع الاستهلاك مع ممارسة النشاط البدني المكثف بمعدل 2.1 مرة. كان الرجال يستهلكون الكحول بشكل أكبر، وكذلك المشاركون الذين يتمتعون بصحة أفضل، والذين يعانون من الاكتئاب، والذين يتمتعون بمستوى تعليمي أعلى.
التغيرات على مدار فترة المراقبة
استمر هذا الاتجاه على مدار فترة المراقبة، حيث أدى النشاط البدني المتوسط خلال فترة تصل إلى ست سنوات إلى زيادة استهلاك الكحول بمعدل 1.8 مرة، بينما ارتفع المعدل إلى 1.9 مرة مع ممارسة الرياضة المكثفة.
دعوة للبحث عن استراتيجيات مضادة
قد يواجه كبار السن مشكلة صحية كبيرة بسبب هذا التوجه، حيث يتغير توازن السوائل في الجسم مع التقدم في السن، مما يزيد من تأثيرات الكحول. كما أن القدرة العقلية تنخفض مع تقدم العمر، ويُعزز الكحول هذا التدهور. تشمل التأثيرات السلبية الأخرى صعوبة في تناول الأدوية الضرورية.
وتدعو سابين ويبر وزملاؤها إلى ضرورة تطوير استراتيجيات لمكافحة هذه المشكلة، خاصة مع توقع زيادة عدد الأشخاص فوق سن 65 عامًا في الاتحاد الأوروبي إلى نحو 30% بحلول عام 2070. تشير الدراسات إلى أن ثلث الأشخاص الذين يعانون من سوء استخدام الكحول قد بدأوا في هذه العادة في مراحل متقدمة من العمر.
عوامل اجتماعية تلعب دورًا في المشكلة
من جهة أخرى، يرتفع معدل مشكلات الكحول لدى كبار السن في العالم الغربي بشكل عام، حيث تؤثر عوامل اجتماعية مثل الوحدة ودخول سن التقاعد على هذه المشكلة. ويضاف إلى ذلك أن جزءًا كبيرًا من الشباب يعاني أيضًا من مشكلات مع الكحول، ما قد يستمر أو يتفاقم مع تقدم العمر.
عبر جميع الفئات العمرية، يستهلك حوالي 15% من النمساويين (19% من الرجال و11% من النساء) كميات من الكحول التي يُمكن أن تُعتبر ضارة بالصحة على المدى الطويل.
الرياضة وزيادة التواصل الاجتماعي
تُعد الأسباب وراء الارتباط بين النشاط البدني واستهلاك الكحول معقدة، حيث يمكن أن يؤدي النشاط البدني المنتظم إلى زيادة فرص التواصل الاجتماعي، مما قد يسهم في زيادة شرب الكحول في المجتمعات الغربية. من جهة أخرى، أظهرت الدراسة أن المشاركين الذين يعانون من العديد من الأمراض المزمنة، والتي يمكن أن تكون بسبب وضعهم الصحي، كانوا يميلون إلى شرب كحول أقل.