جامعة فيينا: معاداة السامية والإسلاموفوبيا تهدد الديمقراطية في النمسا

كشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة فيينا تحت عنوان “ما الذي يؤمن به النمساويون؟” عن زيادة في معاداة السامية وانتشار واسع للعداء للإسلام في النمسا. أوضحت عالمة الاجتماع الديني ريجينا بولاك، الأسباب التي تجعل اليهود والمسلمين يُعتبرون كصور عداء وما وراء هذه الظاهرة.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، تم تمويل الدراسة من قبل صندوق المستقبل وهي جزء من مشروع يحمل نفس العنوان من قسم الدين والأخلاقيات في هيئة الإذاعة النمساوية ORF. استندت الدراسة إلى استطلاع رأي شمل 2160 شخصًا مقيمين في النمسا، تتراوح أعمارهم بين 14 و75 عامًا، خلال شهري أبريل ومايو، وأظهرت النتائج تغيرًا في المعتقدات والممارسات الدينية، إلى جانب انتشار واسع لظاهرة العداء للإسلام وزيادة في معاداة السامية.

أبرز نتائج الدراسة

  • الإسلاموفوبيا:
    • 39% من المشاركين يرون أن القيم المسيحية والإسلام غير قابلين للتوافق.
    • 31% يؤيدون فرض قيود على ممارسة المسلمين لشعائرهم الدينية.
  • معاداة السامية:
    • 39% يوافقون على التصريح بأن الإسرائيليين يعاملون الفلسطينيين كما عامل النازيون اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.
    • 38% يرون أن اليهود يحظون باهتمام مفرط من السياسة النمساوية.

معايير الديمقراطية ومعالجة الكراهية

تشير الدراسة إلى أن قبول الأقليات يعد معيارًا لجودة الديمقراطية، وربطت بولاك بين معاداة السامية والعداء للإسلام باعتبارهما ظاهرتين اجتماعيتين معقدتين، لا تقتصران على مجرد التعليم، وأوضحت أن كلا الظاهرتين تستخدمان الجماعات كأكباش فداء لتفسير الأزمات المجتمعية.

تعريف معاداة السامية

تستند الدراسة إلى تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA)، الذي يعتبر معاداة السامية “تصورًا معينًا تجاه اليهود يتجلى ككراهية لهم”، مما يجعلها أكثر تعقيدًا من مجرد كراهية مباشرة.

مقارنة بين الظاهرتين

  • معاداة السامية: تصور اليهود كقوة مهيمنة ومهددة.
  • الإسلاموفوبيا: تصف المسلمين بالضعف وتعتبر الإسلام ثقافة غير متوافقة مع القيم المسيحية، وغالبًا ما يُصور ككيان متحجر وغير متسامح.

دور التعليم والتوعية

أبرزت الدراسة أهمية التعليم العاطفي والفكري لمكافحة هذه الظواهر، إلى جانب تعزيز مشاركة المسلمين واليهود في النقاشات المجتمعية.

توصيات لمواجهة الكراهية

أكدت بولاك على ضرورة تطوير سياسات تعليمية جديدة، ومراجعة ثقافة الذاكرة التاريخية لتتلاءم مع الظروف الحالية، وإشراك المؤسسات بشكل أكبر في مكافحة هذه الظواهر.

ختام الدراسة

أكدت بولاك أن التنوع ليس دائمًا مصدر إثراء، حيث يثير إعادة توزيع الموارد والنفوذ تحديات جديدة. ومع ذلك، فإن التعامل مع هذه القضايا يُعد شرطًا أساسيًا للتعايش السلمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى