حكومة ثلاثية في النمسا: الشعب والاشتراكي يتأهبان للتفاوض مع النيوس
INFOGRAT – فيينا:
بعد استكمال المحادثات الاستكشافية النهائية بين حزب الشعب النمساوي (ÖVP) والحزب الاشتراكي (SPÖ)، يبدو أن كلا الحزبين مستعدان الآن لبدء مفاوضات مع حزب النيوس (NEOS)، حيث من المتوقع أن يجتمع الأطراف الثلاثة يوم الأربعاء، وجاء ذلك على لسان المستشار الاتحادي وزعيم حزب الشعب كارل نيهامر يوم الثلاثاء على هامش المحادثات بين “االتركواز” و”الأحمر”.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، فيما لم يؤكد نيهامر رسميًا أن النيوس سيكون الشريك الثالث، فإن ذلك يعد احتمالية قوية بالنظر إلى تفضيلات حزب الشعب التي تميل نحو هذا الخيار.
من جانب آخر، يسعى الحزب الاشتراكي لإبقاء خيار التعاون مع حزب الخضر مفتوحاً، ويحتاج الحزبان التقليديان إلى شريك ثالث نظرًا للأغلبية البسيطة الضيقة التي يتمتع بها تحالف “الأزرق التركوازي” و”الأحمر” بفارق مقعد واحد فقط.
التقدم في المحادثات الائتلافية
يأمل نيهامر في تحقيق خطوة هامة يوم الثلاثاء. وأشار إلى أنه يمتلك تصوراً واضحاً حول شكل الحكومة المستقبلية. في المقابل، تجنب رئيس الحزب الاشتراكي أندرياس بابلر التصريح بأي تفاصيل لدى وصوله مع فريقه إلى قصر إبشتاين.
وقد تأخرت الجلسة الحالية بنحو نصف ساعة بسبب انشغالات نيهامر بتمثيل الرئيس الاتحادي في مهام أخرى، ومع ذلك، يُتوقع أن تنتهي المحادثات الاستكشافية حوالي الساعة الرابعة مساءً، مع احتمالية إصدار تصريحات صحفية بعدها – سواء بشكل مشترك أو بشكل منفصل.
تصريحات رئيسة النيوس
في يوم الاثنين، اجتمع زعماء حزب الشعب والحزب الاشتراكي وحزب النيوس، كارل نيهامر وأندرياس بابلر وبيات مينل-رايسينغر، في قصر إبشتاين في اجتماع استمر لأكثر من ساعة دون تعليقات علنية من الأطراف الثلاثة.
أكدت بيات مينل-رايسينغر لاحقاً في مؤتمر صحفي أن المحادثات كانت إيجابية، حيث أوضحت أن حزب النيوس مستعد لتحمل مسؤولية الحكم. وقالت: “بإمكاننا أن نتعاون بشكل ثلاثي إذا كان ذلك خيارًا فعليًا وليس اضطرارًا.”
شروط حزب النيوس لدخول التحالف
رغم استعداد النيوس للدخول في ائتلاف ثلاثي، إلا أنهم يرون ضرورة أن يقدم التحالف “قيمة مضافة” وقد أشاروا إلى أن ناخبيهم منحوا الحزب “تفويضاً واضحاً للنضال من أجل الإصلاحات” وأوضحت مينل-رايسينغر أن حزبها يسعى بشكل أساسي للإصلاحات المتعلقة بحقوق الأطفال، خاصة في توسيع رياض الأطفال، وأيضاً دعم مبدأ تكافؤ الفرص وإصلاح التعليم، كما أكدت على ضرورة تعزيز الموقع الاقتصادي للنمسا.
وصرحت مينل-رايسينغر بأن الأمر لا يتعلق فقط بـ”ماذا نريد” ولكن أيضاً بـ”كيف نحقق ذلك”، مؤكدة على أهمية الشفافية والاحترام والمساواة، سواء في التعامل مع المواطنات والمواطنين أو داخل التحالف المحتمل.
وقالت: “نحن مستعدون لإجراء محادثات معمقة، ليس فقط من أجل الحكم، بل من أجل الإصلاح”.