خلافات اقتصادية بارزة بين الأحزاب الثلاثة في مفاوضات الحكومة النمساوية الجديدة

اجتمع قادة الأحزاب ÖVP وSPÖ وNEOS بعد ظهر اليوم ضمن إطار مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة، حيث أكدوا في بيان مشترك عقب الاجتماع أن “التقدم يتحقق”. وقد تم تقديم موعد الاجتماع نتيجة خلافات ظهرت على خلفية الاتفاق المفاجئ بخصوص زيادة أجور الموظفين العموميين. وقد شارك في الاجتماع كل من رئيس حزب الشعب Karl Nehammer ورئيس الحزب الاشتراكي Andreas Babler ورئيسة حزب النيوس Beate Meinl-Reisinger، حيث تناول النقاش مسار المفاوضات الحكومية وتطوراتها.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، بعد انتهاء الاجتماع، سلط كل من Andreas Babler وBeate Meinl-Reisinger الضوء على التحديات الاقتصادية والمالية التي تواجه البلاد في الوقت الحالي، مشيرين إلى ضرورة إيجاد حلول مناسبة لتلك التحديات. ومع ذلك، يظل هناك اختلاف كبير بين الأطراف الثلاثة فيما يتعلق بالآليات والحلول المطروحة. من جانبها، شددت Meinl-Reisinger على أهمية تحمل المسؤولية الجماعية والوصول إلى تفاهم مشترك بشأن مسار الإصلاحات المالية، خاصة في ظل المفاوضات المستمرة في المجموعات الفرعية. أما Babler، فقد اعتبر أن “التقشف خلال الأزمات” ليس النهج الصحيح، موضحًا أن البلاد لن تتمكن من تجاوز التحديات دون إجراءات تعزز الإيرادات إلى جانب ضبط النفقات.

من جهته، أكد Karl Nehammer أن مواجهة التحديات الكبيرة التي تعترض طريق النمسا تتطلب تشكيل “تحالف واسع للغالبية ومنطق الوسط”. وأشار البيان المشترك إلى أن الاجتماع تناول أيضًا جدول المفاوضات المقبل وأعمال المجموعات الفرعية. وقد اعتبرت القيادات أن المناقشات البنّاءة في تلك المجموعات تعكس إرادة الأطراف الثلاثة في مواجهة التحديات الملحة بشكل مشترك. كما أكدت أهمية استمرار الحوار المكثف لتحقيق الهدف المشترك، وهو تشكيل حكومة مستقرة قادرة على بناء مستقبل أفضل للبلاد. ومن المقرر أن يلتقي قادة الأحزاب الثلاثة مجددًا خلال الأسبوع المقبل لمتابعة المفاوضات.

وعلى الرغم من الإعلان المفاجئ يوم الثلاثاء عن اتفاق زيادة أجور الموظفين العموميين بمتوسط 3.5%، لم يتطرق البيان المشترك إلى هذا الموضوع. وكانت هذه الزيادة قد أثارت استياء حزب النيوس، حيث أشار Josef Schellhorn، النائب عن الحزب، إلى أن القرار كان “مفاجئًا ومخيبًا للآمال”، معربًا عن استغرابه وغضبه لعدم إشراك حزبه في هذه الخطوة.

المجموعات الفرعية تواصل اجتماعاتها ضمن مفاوضات تشكيل الحكومة
بعد مرور أسبوع على بدء مفاوضات تشكيل الحكومة بين الأحزاب الثلاثة، عقدت غالبية المجموعات الفرعية الـ33 اجتماعاتها. إلا أن بعض تلك المجموعات لم تتمكن بعد من الاجتماع بسبب تقاطع المهام بين المفاوضين في مختلف المجموعات. ومن المتوقع أن تلتقي جميع المجموعات الفرعية، وعددها 33، على الأقل مرة واحدة بحلول الأسبوع المقبل، مع الإشارة إلى أن بعضها قد يعقد أكثر من اجتماع واحد.

وقد تم التأكيد على أنه من المقرر تقديم نتائج أولية لتلك الاجتماعات منتصف شهر ديسمبر. ومع ذلك، فإن تحقيق أولى الاتفاقيات ضمن أحد المجالات السبعة التي تشمل مجموعات فرعية عدة، لا يزال مبكرًا، حيث أكدت الأحزاب الثلاثة أن المفاوضات تسير قدمًا رغم التحديات.

تفاؤل حذر من حزب الشعب ÖVP بشأن نجاح المفاوضات
ورغم الأجواء الإيجابية التي تسود المفاوضات، أبدى بعض ممثلي حزب الشعب تحفظًا حيال نجاحها في تحقيق النتائج المرجوة. فقد صرح Thomas Stelzer، حاكم ولاية Oberösterreich، بأن المفاوضات قد لا تحقق أهدافها بالكامل. وقال Stelzer في تصريحات لصحيفتي “Presse” وصحيفة “Bundesländerzeitungen”، إن النجاح يعتمد على قدرة الأحزاب الثلاثة على استغلال نقاط القوة المشتركة. وأوضح Stelzer أن تلك النقاط تشمل تعزيز مكانة النمسا كوجهة اقتصادية، ومعالجة قضايا الهجرة، ودعم الفئات غير القادرة على الاعتماد على نفسها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى