شالنبرغ يدعو إلى التمسك بالقيم الأساسية للنمسا في أول خطاب له كرئيس للحكومة

فيينا – INFOGRAT:
ألقى وزير الخارجية ألكسندر شالنبرغ (حزب الشعب النمساوي – ÖVP) يوم الأربعاء، للمرة الثانية، خطاباً حكومياً في البرلمان، وجاء ذلك في أعقاب استقالة كارل نهامر (حزب الشعب النمساوي – ÖVP) من منصب المستشار الفيدرالي، ليقود شالنبرغ الحكومة بصفته العضو الأطول خدمة في الحكومة الحالية، وفي خطاب عاطفي، دعا شالنبرغ في البرلمان إلى التمسك المستمر بالقيم الأساسية للنمسا.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، جاء هذا الخطاب في وقتٍ كان قد وجه فيه الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ) انتقادات، لكن دون أن تكون موجهة مباشرة إلى شالنبرغ، بل إلى حزبه (ÖVP).
شالنبرغ أشاد بسلفه نهامر، قائلاً إن الأخير ظل مخلصًا لقيمه وأظهر شجاعة كبيرة وقوة شخصية. ومع ذلك، ترك شالنبرغ الأمر غير واضح فيما إذا كان يشير بذلك إلى موقف نهامر الأخير بشأن حزب الحرية النمساوي (FPÖ)، حيث رفض نهامر الانخراط في مفاوضات مع الحزب في أعقاب فشل مفاوضات الائتلاف مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب النيوس (NEOS) كما أن شالنبرغ أعلن رفضه لأي دور محتمل له في حكومة مستقبلية تضم حزب الحرية النمساوي بقيادة هربرت كيكيل.
“لا يجب أن يكون هناك شك في موقفنا”
وفي خطابه، أكد شالنبرغ أن النمسا تمر بوقت صعب داخليًا وخارجيًا، ودعا إلى ضرورة أن تكون هناك حكومة قادرة على اتخاذ القرارات بسرعة وباستقرار. وأضاف: ” لا يجب أن يكون هناك أي شك في موقف هذا البلد”، مشيرًا إلى أن هذا يشمل التمسك بسيادة القانون، وفصل السلطات، وحقوق الإنسان، وحقوق الأقليات، ووسائل الإعلام الحرة، وكذلك التزام النمسا بالاتحاد الأوروبي وعضويتها في المنظمات الدولية.
على الصعيد العالمي، أشار شالنبرغ إلى التحديات الاقتصادية الكبرى، قائلاً: “الأنظمة الاستبدادية تتحدى نحن من الخارج، وأيضًا هناك قوى داخلية تحاول تقويض الديمقراطية”، محذرًا من أنه يجب علينا التصدي لهذه التهديدات، وأضاف أن “قوة القانون يجب أن تكون هي مبدؤنا، وليس قوة الأقوى”.
“النمسا وأوروبا ليسا جزيرتين معزولتين”
وأضاف شالنبرغ أن النمسا وأوروبا ليسا في منأى عن الأزمات والصراعات، وأنه لا يمكن حل هذه التحديات إلا بالتعاون داخل النمسا وأوروبا وعلى الصعيد الدولي، مؤكداً على أن هذا أمر “ضروري للبقاء على قيد الحياة”، ورفض شالنبرغ فكرة “إغلاق الجسور” مع العالم الخارجي.
انتقادات من الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ)
فيما تلا ذلك من نقاشات في البرلمان، وجه عضو حزب الاشتراكي الديمقراطي، فيليب كوشير، انتقادات شديدة إلى حزب الشعب النمساوي (ÖVP)، مؤكدًا أنه يصدق كل كلمة قالها شالنبرغ ونهامر، لكنه لا يصدق الحزب الذي ينتمي إليه. وأضاف كوشير: “لقد استبعدتم هربرت كيكيل من المفاوضات قبل الانتخابات الوطنية، وأنتم تفعلون ذلك اليوم لأنكم مقتنعون بذلك، لكن حزب الشعب النمساوي قد خذل مبادئه عندما بدأ التفاوض مع حزب الحرية النمساوي تحت قيادة كيكيل، حتى أنهم ضحوا بالمستشار الفيدرالي كارل نهامر”.