كيكل يطالب ببناء أسوار على الحدود لتحقيق هدف “صفر لجوء” في النمسا

أظهرت ورقة تفاوض مسربة أن هربرت كيكِل، زعيم حزب الحرية النمساوي (FPÖ)، يخطط لتطبيق سياسة صارمة للغاية في ما يتعلق بالهجرة واللجوء، تشمل بناء سياج على الحدود، ومع ذلك، يُظهر الاتفاق أن حزب الشعب النمساوي (ÖVP) يعارض هذا الاقتراح.

وبحسب صحيفة Heute النمساوية، في العام الماضي، تم منح 860 طلب لجوء فقط في الدنمارك، وهو رقم “تاريخي منخفض” باستثناء العام الذي شهد الإغلاق بسبب جائحة كورونا في 2020، الدنمارك، التي تديرها الحكومة الاشتراكية الديمقراطية بقيادة ميتي فريدريكسن، كانت قد أعلنت أنها تهدف إلى خفض عدد طلبات اللجوء إلى صفر، وعلق كيكِل على ذلك في حسابه على فيسبوك قائلًا: “هدف اللجوء هو الصفر، كما هو الحال في النمسا”، موضحًا أن نموذج فريدريكسن يمثل “حصن الدنمارك” وأشار إلى أن الدنمارك تتمتع “بعلاقات اقتصادية قوية” وتواصل تجارة نشطة مع دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف كيكِل نقدًا للأحزاب الأخرى قائلاً: “لماذا يكرر ممثلو حزب الشعب دائمًا أن سياسة اللجوء الصارمة تضر بالاقتصاد؟ الدنمارك تثبت العكس” وفي ورقة التفاوض المتعلقة بالأمن الداخلي، تبين أن الحكومة النمساوية الجديدة تتبنى سياسة “الحد الأدنى من اللجوء” ضمن الإمكانيات الدستورية المتاحة.

ويبدو أن هناك اتفاقًا بين الحزبين حول تبني سياسة قاسية، ولكن مع اختلافات في بعض التفاصيل، وعلى سبيل المثال، لم يوافق حزب الشعب النمساوي على الاقتراح الذي تقدم به كيكِل بتعليق الحق في اللجوء عبر قانون طوارئ، وهذا الاقتراح لم يلقَ قبولًا من الحزب.

من ناحية أخرى، تشارك حكومة النمسا في خطط لتأمين الحدود باستخدام الأسوار، وهو اقتراح يعيد إلى الأذهان مطالبة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ببناء جدار على الحدود مع المكسيك، وفيما يتعلق بهذا الموضوع، طالب كيكِل بفرض عقوبات على من يتجاوز الحواجز الأمنية، لكن حزب الشعب النمساوي رفض الموافقة على هذا الاقتراح حتى اللحظة.

وبخصوص اللجوء، يخطط كيكِل في ورقة التفاوض للتركيز على فكرة “اللجوء كحماية مؤقتة” دون أن يكون أساسًا للحصول على الجنسية، في المقابل، يبدو أن حزب الشعب النمساوي يختلف مع هذا التوجه، ويظهر في الوثيقة المتعلقة بهذا الموضوع إشارات حمراء تعكس تباين المواقف بين الحزبين.

علاوة على ذلك، يخطط حزب الحرية لزيادة فترة الانتظار قبل تقديم طلب للحصول على الجنسية، خاصة بالنسبة لأولئك الذين وصلوا إلى النمسا أثناء موجة اللاجئين في عام 2015، حاليًا، يمكن تقديم طلب الجنسية بعد مرور 10 سنوات من الإقامة في النمسا، لكن من المتوقع أن يتم تمديد هذه الفترة في المستقبل.

أخيرًا، أظهرت ورقة التفاوض أن هناك توافقًا بين حزب الحرية وحزب الشعب حول ضرورة أن يلتزم جميع الأشخاص المقيمين في النمسا بالعادات والتقاليد المحلية، وتشمل هذه الإجراءات الاحتفال بالأعياد الدينية والعامة وتثبيت الرموز الدينية مثل الصلبان في الفصول الدراسية والمدارس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى