ملف الهجرة والأمن تحت الضغط بعد هجوم فيلاخ في محادثات الحكومة الجديدة

واصل حزبا الشعب (ÖVP) والاشتراكي الديمقراطي (SPÖ) محادثاتهما لاستكشاف إمكانية تشكيل حكومة ائتلافية، في ظل رغبة في التوصل إلى اتفاق سريع، وفقًا لما أعلنه الطرفان يوم الإثنين. ورغم تكتم الطرفين على التفاصيل، تشير التقارير إلى أن الاتفاق قد يشمل إقرار ميزانية مزدوجة، مع احتمال تراجع ÖVP عن موقفه بشأن ضريبة البنوك، مقابل تخلي SPÖ عن مطلب فرض ضرائب على الثروات.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، على مستوى الولايات، أبدى ماركوس فالنر، حاكم فورارلبرغ المنتمي لـÖVP، مرونة تجاه ضريبة البنوك، حيث صرّح: “لطالما كنت مقتنعًا بأن البنوك يمكنها تقديم مساهمة في الوضع الحالي”. ولكن موافقة ÖVP على هذه الضريبة مشروطة بموافقة SPÖ على تدابير التقشف المبلغة إلى الاتحاد الأوروبي، إلى جانب إجراءات اقتصادية وتشديد سياسة الهجرة.

من جانبه، أشار بيتر كايزر، حاكم ولاية كيرنتن والقيادي في SPÖ، إلى أن حزبه يمكن أن يقبل بالمسار المالي الذي أرسلته الحكومة السابقة (ÖVP-FPÖ) إلى بروكسل. لكنه شدد على ضرورة تخلي الطرفين عن مواقفهما المتصلبة والتركيز على المصلحة العامة، مضيفًا: “الإصرار على مواقف حزبية جامدة لن يؤدي إلا إلى الفشل”.

ملف اللجوء والهجرة تحت الضغط بعد هجوم فيلاخ

عقب الهجوم الإرهابي الذي وقع في مدينة فيلاخ، يواجه الحزبان ضغوطًا متزايدة لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة بشأن اللجوء والهجرة، وأفادت التقارير أن المفاوضات قد وصلت إلى اتفاق مبدئي بشأن قرارات ترحيل الأجانب الخطرين ومنع دخولهم البلاد بناءً على تقييم أمني رسمي.

ومع ذلك، لا يزال هناك خلاف بشأن مراقبة تطبيقات المراسلة المشفرة مثل واتساب وسيغنال، حيث تدفع ÖVP نحو منح السلطات صلاحيات أوسع في هذا المجال، بينما تبدي SPÖ تحفظات، لكنها مستعدة لدراسة إمكانية فرض رقابة دستورية محدودة، في المقابل، يدعم حزبا الخضر وNEOS الفكرة جزئيًا، بينما يعارضها حزب الحرية (FPÖ) بشدة.

الرئيس فان دير بيلين يراقب التطورات عن كثب

وسط هذه المفاوضات، اجتمع الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين بوزير المالية غونتر ماير لمناقشة الوضع المالي وخطط التقشف المقدمة إلى الاتحاد الأوروبي. لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت حكومة ÖVP-SPÖ المحتملة ستلتزم بنفس خطة التقشف التي قدمتها الحكومة السابقة (ÖVP-FPÖ).

الحكومة الجديدة قد تتشكل خلال أيام

بحسب تقارير، فإن هناك محاولة لتشكيل الحكومة الجديدة قبل اجتماعي البرلمان الأربعاء والخميس المقبلين، على أن يتم أداء اليمين الدستورية في الأسبوع التالي.

لكن رغم التفاؤل بالتوصل إلى اتفاق، يفضل الطرفان عدم الإفصاح عن أي جدول زمني محدد. ومع ذلك، دعا مايكل لودفيغ، رئيس بلدية فيينا وزعيم SPÖ في الولاية، إلى إتمام الاتفاق بسرعة، قائلاً: “من المهم أن نجد أرضية مشتركة بين الحزبين”.

لا انتخابات مبكرة ودعوة لشريك ثالث في الحكومة

عارض لودفيغ إجراء انتخابات مبكرة، مشيرًا إلى أنها “لن تؤدي إلا إلى مزيد من التأخير”، مؤكدًا أنه لم تكن هناك أي مفاوضات سرية مع ÖVP، لكنه كان دائمًا يرحب بالتعاون لتفادي حكومة يقودها FPÖ، كما أعرب عن رغبته في إشراك حزب ثالث في الحكومة بسبب الهامش البرلماني الضيق للائتلاف المحتمل.

فرق التفاوض

يتولى كريستيان ستوكر، زعيم ÖVP، قيادة فريق المفاوضات، بمشاركة كل من أوغست فويغير، وألكسندر برول، ورئيس غرفة الاقتصاد هارالد ماهر.

أما في SPÖ، فيقود أندرياس بابلر فريق التفاوض، مدعومًا بـدوريس بوريس، فيليب كوشر، إيفا ماريا هولتسلايتنر، وجوزيف موتشيتش.

اتفاق قريب ولكن بعقبات

مع استمرار المفاوضات، يظل السؤال الأكبر: هل سيتمكن الحزبان من تجاوز العقبات الأخيرة والتوصل إلى اتفاق نهائي؟ يبدو أن التوافق حول القضايا الاقتصادية والهجرة قد يدفع الأمور إلى الأمام، لكن ملفات مثل مراقبة الإنترنت قد تبقى عقبة أمام إبرام اتفاق نهائي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى