وكالة الصحة والأمن الغذائي في النمسا (AGES) تحذر: ثلث القراد في النمسا يحمل أمراضاً

أظهرت بيانات صادرة عن وكالة الصحة والأمن الغذائي في النمسا (AGES) أن نحو ثلث القراد المجموع في مختلف أنحاء البلاد خلال العام الماضي كان يحمل مسببات أمراض، وعلى رأسها مرض “لايم بورّيليوز” (Lyme-Borreliose)، في وقت تتزايد فيه فرص التعرض للدغات القراد مع ارتفاع درجات الحرارة ودخول موسم الربيع والصيف.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، منذ بداية عام 2024، شرعت وكالة AGES في تنفيذ برنامج رصد ومراقبة للقراد المنتشر في النمسا ضمن مشروع علمي يُعرف بـCitizen-Science، يسمح للمواطنين بجمع عينات قراد من محيطهم وإرسالها لتحليلها. ووفق ما أفاد به الخبير Mateusz Markowicz من AGES، فإن حوالي 30% من تلك العينات كانت إيجابية لحملها على الأقل نوعاً واحداً من مسببات الأمراض.

وأشار ماركوفيتش إلى أن وجود القراد لا يتركز في بقعة واحدة أو “نقطة ساخنة” معينة في البلاد، بل ينتشر حيثما وُجدت الحشائش والرطوبة، سواء في المدن أو المناطق الريفية. وقال: “في Prater (حديقة عامة شهيرة في فيينا) نجد العديد من الحيوانات التي تعمل كمضيف طبيعي للقراد، كما أن فيينا بشكل عام تملك مساحات خضراء كثيرة تُهيّئ بيئة خصبة للقراد”.

وقد شملت المناطق ذات الكثافة العالية للقراد: Deutschordenswald، Lainzer Tiergarten، Lobau، Donauinsel، Schottenwald، وSteinhofgründe. وأوضح ماركوفيتش أن نشاط القراد يبدأ عندما تتجاوز درجات الحرارة 8 درجات مئوية، وكلما حلّ الدفء مبكراً، كلما ظهرت القراد في وقت أبكر، حيث تم تسجيل أولى الحالات هذا العام في نهاية يناير، بينما بدأت عينات القراد تصل إلى الوكالة اعتباراً من شهر مارس.

لكن هذا لا يعني، بحسب ماركوفيتش، أن أعداد القراد تزايدت بالضرورة، إذ يصعب قياس ذلك بدقة. وأوضح أن برنامج المراقبة بدأ العام الماضي تحديداً من أجل تتبع التغيرات المحتملة التي قد تحدث بسبب تغيّر المناخ، وتأثيرها على انتشار الأمراض المنقولة عن طريق لدغات الحشرات والقراد.

وبحسب النتائج، يُعد مرض Lyme-Borreliose – وهو عدوى بكتيرية تنتقل من خلال لدغات القراد – الأكثر شيوعاً بين الأمراض المكتشفة. ويؤثر هذا المرض على عدد من أعضاء الجسم، إلا أن الجلد يُعد من أكثرها تأثراً، وغالباً ما يظهر ما يُعرف بـ”الاحمرار المهاجر” أو Wanderröte في مكان اللدغة، وهي علامة جلدية تتوسع تدريجياً مع الوقت.

ورغم خطورة بعض هذه الأمراض، شدّد ماركوفيتش على أن 95% من لدغات القراد لا تؤدي إلى إصابات مرضية. وأضاف أن الأبحاث العلمية بشأن تطوير لقاح ضد Lyme-Borreliose في مراحل متقدمة، غير أن التطعيم ضد هذا المرض غير متوفر حتى الآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى