أحزاب فيينا تواجه موجة تخريب لملصقاتها قبيل انتخابات المجلس البلدي
فيينا – INFOGRAT:
شهدت الحملة الانتخابية لانتخابات المجالس البلدية المقررة في 27 نيسان/أبريل 2025 في العاصمة النمساوية فيينا تصاعداً في أعمال التخريب والتعدي على ملصقات الحملات الانتخابية الخاصة بجميع الأحزاب السياسية، وعلى الرغم من تقديم شكاوى رسمية، يقوم بعض المشتبه بهم بنشر مقاطع فيديو توثق أعمال التخريب على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار استياء الأحزاب المعنية.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أفاد حزب الشعب النمساوي فرع فيينا (Wiener Volkspartei) بأن حوالي نصف الحوامل الإعلانية البالغ عددها 1100، والتي تم تركيبها بإذن رسمي، تعرضت للتخريب خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
أما حزب الحرية النمساوي (FPÖ) فقد صرح أن ما بين 500 إلى 600 حالة تشويه لملصقاته تُسجَّل كل أسبوع منذ انطلاق الحملة الانتخابية.
اختلاف في تقييم تطور الظاهرة
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت هذه الاعتداءات على ملصقات الحملات الانتخابية قد ازدادت مقارنة بالسنوات السابقة، جاءت الردود من ممثلي الأحزاب متفاوتة، بين من يرى ازدياداً ملحوظاً ومن ينفي ذلك.
وفي هذا السياق، أوضحت يوليا بارتايمولر (Julia Partheymüller)، من معهد العلوم السياسية بجامعة فيينا (Institut für Staatswissenschaft der Universität Wien)، خلال مشاركتها في برنامج Wien heute (فيينا اليوم) بتاريخ 10 نيسان/أبريل، أن
“ما ازداد في السنوات الأخيرة هو الاستقطاب داخل المجتمع وشدة النزاعات، وهذا ينعكس أحياناً في تخريب الملصقات الانتخابية”.
عقوبات جنائية تصل إلى السجن
تقوم الأحزاب السياسية بتقديم بلاغات رسمية متكررة لدى الشرطة عن أعمال التخريب التي تتعرض لها ملصقاتها، ويُعد إتلاف أو تخريب الملصقات جريمة جنائية بموجب القانون النمساوي، وتُصنّف تحت بند الإضرار بالممتلكات (Sachbeschädigung)، وتصل العقوبة القصوى إلى ستة أشهر من السجن أو غرامة مالية.
وأكدت الباحثة السياسية بارتايمولر أن مثل هذه الأفعال لا تمثل فقط إضراراً مادياً، بل أيضاً إساءة لجوهر العملية الديمقراطية، مضيفة أن الأضرار على مستوى صورة الأحزاب تبقى محدودة، إذ قالت:
“بصورة عامة، يمكن القول إن تأثير الملصقات الانتخابية على قرار التصويت محدود للغاية، فقلة قليلة من الناخبين يصوتون لحزب فقط بسبب ملصق، لكن بالطبع تتكبد الأحزاب تكاليف إضافية نتيجة ضرورة استبدال تلك الملصقات التالفة”.
تكاليف إضافية واستراتيجيات جديدة لمواجهة التخريب
أشارت الأحزاب إلى أنها تسارع إلى استبدال الملصقات المتضررة فوراً، وهو ما يدفعها إلى طباعة كميات أكبر مما كان معتاداً سابقاً تحسباً لمثل هذه الحالات.كما قامت بعض الأحزاب، كرد فعل على موجة التخريب، بتصميم وطباعة ملصقات صغيرة (Stickers) تحمل رسائل تدعو إلى الامتناع عن تخريب الإعلانات الانتخابية، في محاولة لردع المخربين والتأكيد على احترام حرية التعبير.



