ارتفاع حالات الاستشفاء بسبب كورونا في النمسا خلال ذروة الموجة الأخيرة

سُجِّل في النمسا خلال أكتوبر الماضي دخول ما يقارب 1,000 شخص إلى المستشفيات خلال أسبوع واحد بسبب الإصابة بفيروس كورونا، وذلك في ذروة أحدث موجة للفيروس، وفقًا لما أفاد به الطبيب المختص في أمراض الرئة Arschang Valipour في حديث مع وكالة الأنباء النمساوية (APA).

آلاف المرضى في المستشفيات بسبب كورونا

أوضح تقرير SARI-Dashboard، التابع للاتحاد العام لمؤسسات التأمين الاجتماعي، أن عدد 979 شخصًا أُدخلوا إلى المستشفيات في الأسبوع الـ 41 من العام الماضي بسبب أمراض تنفسية حادة مرتبطة بكورونا، منهم 38 في العناية المركزة، وبلغ إجمالي حالات الاستشفاء بسبب الفيروس، خلال الخريف الماضي والشتاء الحالي، آلاف الحالات.

وأشار الطبيب إلى أنه على الرغم من أن النظام الصحي لم يعد يعاني من ضغط حاد، إلا أن موجات الإصابة المتكررة تؤثر على إشغال المستشفيات، حيث شغل مرضى كورونا نسبة كبيرة من الأسرة خلال الخريف، وأوضح أن الفيروس بات جزءًا من قائمة الأمراض التنفسية المعروفة، لكنه لا يزال يضيف عبئًا صحيًا جديدًا لم يكن موجودًا قبل خمس سنوات.

تزايد الإصابات بالإنفلونزا وRSV

بينما بدأت موجة كورونا في الانحسار، فإن المستشفيات تشهد الآن ارتفاعًا في إصابات الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، خصوصًا منذ بداية العام. وأوضح Valipour أن العدوى الفيروسية تؤدي في بعض الحالات إلى إصابات ثانوية خلال فترة تصل إلى ثلاثة أشهر، مثل الالتهاب الرئوي البكتيري، حتى لو لم تكن الإصابة الأولية بكورونا شديدة. كما أن الفيروس يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أمراض مزمنة، مثل السكري وأمراض القلب، ما يزيد من احتمالات دخول المرضى إلى المستشفيات.

المسنون أكثر عرضة لدخول المستشفى

وفقًا للبيانات، فإن الأشخاص فوق سن 60 عامًا هم الأكثر عرضة للاستشفاء بسبب كورونا، ويزداد هذا الخطر مع تقدم العمر. فبينما يتأثر من هم في الستينات بشكل ملحوظ، فإن الأشخاص فوق الثمانين عامًا يكونون أكثر عرضة بثلاث مرات لدخول المستشفى مقارنةً بالفئات الأصغر. كما أن الأطفال دون سن الأربع سنوات يظهرون معدلات استشفاء مرتفعة بسبب ضعف جهازهم التنفسي.

أما الفئات الأكثر تأثرًا بالمضاعفات فتشمل:

  • الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة
  • مرضى السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية
  • مرضى ارتفاع ضغط الدم والسكري
  • الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة

انخفاض معدل الوفيات وتحسن العلاجات

أوضح Valipour أن خطورة كورونا على الصحة العامة قد انخفضت بشكل كبير مقارنة بالسنوات الأولى للجائحة. ففي حين أن الإصابة كانت تؤدي في السابق إلى نسب عالية من الاستشفاء والوفيات، فإن معظم الإصابات الآن لا تتطلب دخول المستشفى. كما أن معدل الوفيات بين المرضى الذين يتم إدخالهم إلى المستشفيات حاليًا يتراوح بين 1% و3%، وهو انخفاض ملحوظ مقارنةً ببداية الجائحة.

أحد الأسباب وراء هذا التحسن هو أن التطعيمات لا تزال تلعب دورًا مهمًا في تخفيف حدة المرض، رغم أن فعاليتها تنخفض بسرعة لدى كبار السن بعد ثلاثة إلى أربعة أشهر من الجرعة الأخيرة. إضافةً إلى ذلك، فإن توفر الأدوية المضادة للفيروسات ساهم في تقليل الحالات الشديدة.

إجراءات الوقاية والعلاج في المستشفيات

لا تزال المستشفيات تتبع إجراءات العزل عند استقبال مرضى كورونا، حيث يتم وضعهم في غرف منفصلة أو مع مرضى آخرين مصابين، ويتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحماية من انتقال العدوى عبر الهواء، بنفس الطريقة التي يتم التعامل بها مع الإنفلونزا.

أوصى الطبيب بأن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا أو الذين يعانون من أمراض مزمنة، يجب أن يستمروا في أخذ اللقاح ضد كورونا، حيث لا تزال التطعيمات توفر حماية مهمة ضد الحالات الشديدة، بالإضافة إلى إمكانية استخدام الأدوية المضادة للفيروسات عند الإصابة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى