اعتراف جزئي لشيشاني في قضية تمويل “داعش”.. المتهم ينفي الانتماء ويقر بالمساعدة

اعترف رجل شيشاني يبلغ من العمر 33 عامًا جزئيًا أمام محكمة فيينا الإقليمية، اليوم الثلاثاء 15 يوليو، بجمع عشرات ملايين اليوروهات لصالح تنظيم “الدولة الإسلامية” (IS) منذ عام 2018، مدعيًا أن الهدف كان إنسانيًا وليس دعمًا للتنظيم الإرهابي، النيابة العامة وصفته بـ”المدير المالي” للشبكة، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

مثل المتهم الشيشاني صباح اليوم أمام المحكمة الإقليمية في فيينا (Landesgericht Wien)، بتهم تتعلق بتمويل تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث تشير لائحة الاتهام المؤلفة من 105 صفحات إلى قيامه بجمع تبرعات تتجاوز عشرات الملايين من اليورو منذ عام 2018 لدعم مقاتلي التنظيم في سوريا والعراق، بالإضافة إلى تمويل عمليات تحرير نساء وأطفال مقاتلي التنظيم من معسكرات الاعتقال.

الدفاع: “النية إنسانية وليست إرهابية”

نفى المتهم أن يكون قد اضطلع بأي دور قيادي في الشبكة، مؤكدًا عبر محاميه Florian Kreiner أنه لم يكن الهدف دعم التنظيم، بل تقديم المساعدة لنساء وأطفال معتقلين في سوريا والعراق. وقال المحامي: “موكلي لم يميز نفسه بشكل كافٍ عن أهداف تنظيم الدولة الإسلامية، لكنه لم يكن أبدًا زعيمًا أو صاحب قرار، بل تلقى التعليمات واستجاب لطلبات من داخل المعسكرات، وساهم في تمويلها دون دوافع أيديولوجية.”

النيابة: “رئيس التمويل ومنسق دولي”

في المقابل، وصفت النيابة العامة المتهم بأنه “المدير المالي” الفعلي للشبكة، مشيرة إلى أنه جمع مبالغ طائلة تحت اسم مستعار هو “Abu Aschab”، وأنه كان على صلة مباشرة بـ”أعضاء أساسيين في التنظيم”، وشارك في تنسيق شبكة تمتد إلى بلجيكا وألمانيا وتركيا، وتضم رجالًا شيشانيين آخرين.

ووفقًا للادعاء، فإن شبكة التمويل عملت بطريقة “احترافية” من خلال قنوات متعددة، منها قناة واحدة جمعت وحدها 73,5 مليون دولار أمريكي (62,77 مليون يورو)، بينما جمع المتهم بنفسه ما بين 2 إلى 3 ملايين يورو إضافية.

التحويلات عبر العملات المشفرة

بدأت العمليات النقدية باستخدام نقل الأموال عبر تركيا إلى سوريا أو العراق، لكن الشبكة انتقلت لاحقًا إلى استخدام محافظ العملات المشفرة (Crypto-Wallets) لتحويل الأموال. وكان المتهم يتولى تحديد آلية التحويل وكيفية إنفاق الأموال. وبعد تنفيذ المشروع، كانت تُنشر تقارير بالنتائج عبر منصات التواصل الاجتماعي.

فدية لفتاة نمساوية انضمت إلى “الدولة الإسلامية”

من بين المشاريع التي أشرف عليها المتهم، بحسب التحقيقات، دفع فدية بقيمة 7,000 دولار أمريكي (5,985 يورو) في صيف عام 2022، للإفراج عن فتاة من فيينا كانت قد سافرت إلى سوريا في عام 2014، عندما كانت تبلغ 19 عامًا، وانضمت إلى التنظيم، قبل أن تُعتقل لاحقًا في مخيم الهول (al-Haul) بعد هزيمة التنظيم عسكريًا.

كما تم توثيق تمويل أسلحة نارية، بينها بنادق كلاشينكوف، لصالح مقاتلي التنظيم، وفقًا لما جاء في أحد الرسائل التي كتبها المتهم: “أرسل لهم أموالًا تكفي لشراء نحو ثلاث بنادق/أسلحة.”

المتهم أنكر خلال التحقيقات

خلال مراحل التحقيق، أنكر المتهم التهم الموجهة إليه، مدعيًا أنه ليس على صلة بتنظيم الدولة الإسلامية، ولم يكن عضوًا في مجموعات دردشة على تطبيق “تيليغرام”، كما نفى تنظيم أي حملات تبرع. وادعى أن المجتمع الشيشاني في النمسا لا يثق به لأنه سبق أن عمل لدى الشرطة في بلده الأصلي.

مع ذلك، فإن المراسلات المحفوظة والمستخرجة من الدردشات تُعد الدليل الرئيسي ضده، وهي تشير إلى دوره النشط في تنظيم وتحويل الأموال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى